responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 392
فقيرا أتعبني، ولا أرضى كدى له كدا ولا سعي له في الحياة سعيا، أهتم بفقره بعد وفاتي حين لا ينالني به سرور، ولا يهمه لي حزن، واصحر يوما فرآى صيادا فقال: ما أكثر ما يقع في شبكتك، قال كل طير زاق. فقال الحسن: هلك المعيلون. قال ابن عباس رضي الله عنهما لرجل معه ولده: إن عاش فتنك وإن مات أحزنك وقد أحسن المتنبي في قوله:
وما الدهر أهل أن يؤمّل عنده ... حياة وأن يشتاق فيه إلى النسل
وقيل: النكد كل النكد من رماه الأبد كل عام بولد.
كون الولد مكسبا لأبويه بأفعاله
قال النبي صلّى الله عليه وسلم: أنت ومالك لأبيك وقال صلّى الله عليه وسلم أولادكم كسبكم فكلوا من أموالهم.
وناول عمر رضي الله عنه رجلا شيئا فقال له: خدمك بنوك فقال: بل أغناني الله عنهم.
شفقة الأبوين على الولد
كان النبي صلّى الله عليه وسلم يخطب فطلع الحسن رضي الله عنه يتخطى الناس فسقط فنزل النبي صلّى الله عليه وسلم فتناوله ثم رجع فقال: والذي نفسي بيده ما علمت كيف نزلت صدق الله عز وجل إنما أموالكم وأولادكم فتنة. وضرب رجل وطولب بمال فلم يسمح به فأخذ ابنه وضرب فجزع فقيل له في ذلك فقال: ضرب جلدي فصبرت وضرب كبدي فلم أصبر. قال شاعر:
وإنّما أولادنا بيننا ... أكبادنا تمشي على الأرض «1»
من كره الموت شفقة على ولده
قال شاعر:
يقرّ بعيني وهو ينقص مدّتي ... مرور الليالي كي يشبّ حكيم
مخافة أن يغتالني الموت قبله ... فينشو مع الصّبيان وهو يتيم
وقال آخر:
لقد زاد الحياة إليّ حبا ... بناتي إنهنّ من الضعاف
مخافة أن يذقن اليتم بعدي ... وأن يشربن رنقا بعد صاف
متحمل تعبا لأولاده
قال شاعر:
والله لولا صبية صغار ... وجوههم كأنّها أقمار
لمّا رآني ملك جبار ... ببابه ما طلع النّهار
ونحو هذا قولهم:

اسم الکتاب : محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني    الجزء : 1  صفحة : 392
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست