اسم الکتاب : محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 349
وليس حياء الوجه في الذئب شيمة ... ولكنّه من شيمة الأسد الورد «1»
وقال مروان بن أبي حفصة:
يكاد يخرج في ديباج أوجههم ... خوف المذلّة حتى ينفطرن دما من مدح بالحياء في السّلم والوقاحة في الحرب
قال شاعر:
كريم يغضّ الطرف فرط حيائه ... ويدنو وأطراف الرماح دوان «2»
وقال آخر:
يتلقّى النّدى بوجه حييّ ... وسيوف العدا بوجه وقاح «3»
قال الموسوي:
يجري الحياء الغضّ من قسماتهم ... في حين يجري في أكفّهم الدّم «4»
من يستحي من النّاس دون نفسه وربّه
قال كعب: استحيوا من الله في سرائركم كما تستحيون من الناس في علانيتكم. وقيل من يستحي من الناس ولا يستحي من نفسه فلا قدر لنفسه عنده.
قال رجل للنعمان: أوصني فقال إستح من الله كما تستحي من رجل من عشيرتك وفي ضد ذلك:
إذا كان ربّي عالما بسريرتي ... فما النّاس في عيني بأعظم من ربّي
ذمّ الوقاحة
قال النبي صلّى الله عليه وسلم: إنّ مما أدرك الناس من كلام النبوّة. إذا لم تستح فاصنع ما شئت.
قال شاعر في معناه:
إذا لم تخش عاقبة الليالي ... ولم تستحي فاصنع ما تشاء
وفي معناه أيضا:
إذا لم تصن عرضا ولم تخش خالقا ... وتستح مخلوقا فما شئت فاصنع
وقيل إذا لم تستح فقل، وإذا لم تخش فقل: الفاقة خير من الصفاقة «5» .
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 349