اسم الکتاب : محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 242
الحثّ «1» على مصابرة السلطان
قيل: من لزم باب السلطان بصبر جميل، وكظم «2» الغيظ، واطرح الأنفة وصل إلى حاجته، حكي أنه وجد مكتوب على باب هراة بدر پادشاه كاربرآيد آخر الأمر دادن نك زدايد أي إنما يرتفع الأمر على باب الملوك بالبذل والعقل والتثبت. فكتب بعضهم تحته من كان معه هذه الثلاثة فهو مستغن عن السلطان ونحو ذلك ما روي أن أبا العيناء عتب على بغا فتقضاه فقال بغا: أما علمت أنّ من طالب السلطان احتاج إلى عقل وصبر ومال، فقال: لو كان لي عقل عقلت عن الله أمره ونهيه، أو صبر صبرت عن السلطان حتى يأتيني رزقي، أو مال لاستغنيت به عن بابك والوقوف بجنابك. وقيل: من صحب السلطان احتاج إلى الصبر على قسوته صبر الغواص على ملوحة ماء بحره.
أمارات السلاطين لندمائهم إذا أرادوا نهوضهم
كان لكلّ ملك أمارة يستدلّ بها أصحابه إذا أراد أن يقوموا عنه فكان أردشير إذا تمطى قام سمارة وكان كيشاسف يدلك عينيه ويزدجرد يقول شب بشدو بهرام يقول خرج خسفاذ وسابور يقول حسبك يا إنسان وابرويز يمد رجليه وقباذ يرفع رأسه إلى السماء وأنوشروان «3» يقول قرّت أعينكم. وكان عمر يقول: قامت الصلاة وعثمان يقول العزة لله، ومعاوية يقول: ذهب الليل، وعبد الملك. يقول: إذا شئتم والوليد يقلي المخصرة «4» والرشيد يقول سبحان الله والواثق يمسّ عارضيه، وحكي عن بعض البخلاء أنه سئل ما أمارتك لقيامنا قال: قولي يا غلام هات الطعام.
شب بشد معناه الليل حرّم وزان سكر معناه المسرور وطيب الوقت ومستريح الحال وخسفاد معرب خوش باد سابور معرب شاهبور وكيشاسف معرب كشتاسب بضم الكاف الفارسية وهو من الكيانية كما في ص 34 من أول تتمة المختصر ابرويز معرب برريز يزدجر معرب يزدكر دكان ظالما فلذا تقول له الفرس بزه كار والعرب تقول له يزدجرد الأثيم قباذ معرب قباد قاله محمد عارف وكيل جميعة المعارف.
(3) ومما جاء في القضاء والشهادة مدح القضاء وذمّه
قال النبي صلى الله عليه وسلم: القضاة ثلاثة: اثنان في النار وواحد في الجنة فاللذان في النار أحدهما من
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 242