اسم الکتاب : محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 222
فقال له: من أنت؟ فانتسب له، فاقبل عليه وأكرمه وخوّله.
وقال البسامي:
فلا يغرركم نعم توالت ... فإنّ الدهر حال بعد حال
تهديد وال بعزله:
قال إبراهيم بن العباس الصوليّ:
أبا جعفر خف نبوة بعد دولة ... وعرّج قليلا عن مدى غلوائكا «1»
فإن يك هذا اليوم يوما حويته ... فإنّ رجائي في غد كرجائكا
وقال جحظة:
قد نلتم منحة ما نالها بشر ... وحزتم نعمة ما حازها ملك
فليت شعري أمقدار تعمدكم ... بما أتاكم به، أم خولط الفلك
ونظر الفضل بن مروان في رقاع «2» الناس فإذا رقعة فيها:
تعززت يا فضل بن مروان فاعتبر ... فقبلك كان الفضل والفضل والفضل
ثلاثة أملاك مضوا لسبيلهم ... أبادهم الأقياد والحبس والقتل
وإنّك قد أصبحت في النّاس ظالما ... ستودي كما أودى الثلاثة من قبل
يعني الفضل بن يحيى، والفضل بن الربيع، والفضل بن سهل.
وقال رجل لبعض الولاة: ما أنت إلا أن يزيلك القدر عن القدرة فتحمل على المذلّة والحسرة. تمنّى العزل له تبرّما به
لما ولي أبان بن عثمان المدينة «3» ، كان يطوف ليلة فسمع قائلا يقول: اللهمّ اعزل عنّا أبانا، فقال له أبان وهو لا يعرفه: ما فعل لك أبان؟ فقال: استطالت ولايته فمللتها، فقال: ويحك إنما له ستة أشهر، فقال: بدون هذا نفع الملك.
وسمع المهدي إنسانا يدعو عليه فقال: يا هذا هل أسأت إليك قط؟ قال: لا ولكني مللتك. فقال: أو لم أتول منذ شهرين فقال: أو لم يكن في ذلك ما يمل، إني لأمل كنيتي فأغيرّها في الشهر مرتين.
من رغب في العزل عن ولايته
كتب بعض العمال إلى واليه وقد ولاه موضعا يقال له شير:
ولاية الشير عزل ... والعزل عنه ولاية
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 222