اسم الکتاب : محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 129
وقال ابن المعتزّ:
وما كاتب بالكفّ إلا كشارط «1»
ذمّ عجزة الكتّاب
قال الحجام الأهوازي يهجو الكتّاب:
تعيس الزّمان لقد أتى بعجاب ... ومحا رسوم الظرف والآداب
وأتى بكتاب لو انبسطت يدي ... فيهم رددتهم إلى الكتّاب
وقال آخر:
دعيّ في الكتابة يدّعيها ... كدعوة آل حرب في زياد «2»
ولما ولي الفضل بن مروان ديوان الخراج وموسى بن عبد الملك ديوان الضياع، قال محمد بن يزيد المراعي:
أرى التدبير ليس له نظام ... وأمر النّاس ليس بمستقيم
فديوان الضّياع بفتح ضاد ... وديوان الخراج بغير جيم
وذمّ رجل آخر فقال فيه: من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم عدم الكتابة والعجز عن تقويم الشعر.
من يسدّ كتابه مسدّ السّلاح والعساكر
قال ابن الرومي:
في كفّه قلم ناهيك من قلم ... نيلا وناهيك من كفّ به اتّشحا
يمحو ويكتب أرزاق العباد به ... فما المقادير إلا محا ووحى
وقال المتنبيّ:
يا من إذا ورد البلاد كتابه ... قبل الجيوش ثنى الجيوش تحيّرا
ورسائل قطع العداة سخاءها ... فرأوا قنا وأسنّة وسنوّرا «3»
وفي وصف القلم باب يجري هذا المجرى.
وممّا هو كالمضادّ لهذا الباب
ما روي أن عكلا «4» أغارت على إبل لبني حنظلة «5» فاستغاثوا بإسحاق بن إبراهيم، فكتب إلى عامل كتابا، فخرج صاحب الكتاب وخرق الكتاب وقال:
جعلتم قراطيس العراق سيوفكم ... ولن يقطع القرطاس رأس المكابر
اسم الکتاب : محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء المؤلف : الراغب الأصفهاني الجزء : 1 صفحة : 129