responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع الأمثال المؤلف : الميداني، أبو الفضل    الجزء : 1  صفحة : 429
2264- طاَرتْ بِهِمِ الْعَنْقَاءُ.
قال الخليل: سميت عنقاء لأنه كان في عُنُقها بياض كالطَّوْق، ويقال: لطولٍ في عنقها، قال ابن الكلبي: كان لأهل الرسِّ نبي يقال له: حَنْظَلة بن صَفْوَان، وكان بأرضهم جبل يقال له دَمْخ مَصْعَدُه في السماء مِيل، وكانت تَنْتَابُه طائرة كأعظم ما يكون لها عنق طويل، من أحسن الطير، فيها من كل لون، وكانت تَقَعُ منتصبة، فكانت تكون على ذلك الجبل تنقَضُّ على الطير فتأكله، فجاعت ذاتَ يوم وأَعْوَزَتِ الطير فانقضَّتْ على صبي فذهبت به، فسميت: "عَنْقَاء مُغْرِب" بأنها تغرب كل ما أخذته ثم إنها انقضَّتْ على جارية فضَمَّتها إلى جناحين لها صغيرين ثم طارت بها، فشكَوْا ذلك إلى نبيهم، فقال: اللهم خُذْهَا، واقْطَعْ نَسْلَها، وسَلِّطْ عليها آفة، فأصابتها صاعقة فاحترقت، فضربتها العربُ مثلا في أشعارها وأنشد لعنترة بن الأخرس الطائي في مرثية خالد بن يزيد:
لقد حَلَّقَتْ بالجود فَتْخَاُء كَاسِر ... كفَتْخَاء دَمْخ حَلَّقَتْ بالَحْزَوَّرِ

2265- طَالَ الأبَدُ عَلَى لُبَدٍ.
يعنون آخِرَ نسور لقمان بن عاد، وكان قد عُمِّر عُمْرَ سبعة أنسُر، وكان يأخذ فَرْخَ النسر، فيجعله في جوبة في الجبل الذي هو في أصله، فيعيش الفرخُ خمسائة سنة أو أقل أو أكثر، فإذا ماتَ أَخَذَ آخَرَ مكانه، حتى هلكت كلها إلا السابع أَخَذَه فوضعه في ذلك الموضع، وسماه لُبَداً، وكان أطولَهَا عُمْراً، فضربت العربُ به المثلَ فقالوا: طال الأبَدُ على لُبَد، قال الأعشى:
وأَنْتَ الَّذِي أَلْهَيْتَ قَيْلاً بكاَسِهِ ... ولُقْمَانَ إذ خَيّرْتَ لُقْمَانِ فيِ الْعُمِرْ
لِنَفْسِكَ أن تختار سَبْعَةَ أَنْسُرٍ ... إِذَا مَا مَضَى نَسْرٌ خَلَوْتَ إلى نَسْرِ
فَعُمِّرَ حتَّى خَالَ أنَّ نُسوُرَه ... خلُودٌ، وَهَلْ تَبْقَي النُّفُوسُ عَلَى الدَّهْرِ؟
فعاش لقمان - زعموا - ثلاثَةَ آلافٍ وخمسمائة سنة، قال النابغة:
أََخْنَي عليها الَّذِي أَخْنَى على لُبَدِ ...
وقال لبيد:
ولقد جَرَى لُبَدٌ فأدْرَكَ جَرْيَهُ ... رَيْبُ الَمُنونِ وَكاَنَ غَيْرَ مثقَّلِ
لَمَّا رَأَى لُبَدُ النسورَ تَطَايَرَتْ ... رَفَعَ الْقَوَادِمَ كالْفَقِيرِ الأعْزَلِ
مِنْ تَحْتِهِ لُقْمَانُ يَرْجُو نَهْضَهُ ... وَلَقَدْ يَرَى لُقْمَان أن لا يأتَلِي
قال أبو عبيدة: هو لقمان بن عاديا بن لجين بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن -[430]- نوح، كأنه جعل عادياً وعاداً اسمَيْ رجلٍ، والعربُ تزعم أن لقمان خيِّرَ بين بقاء سَبْع بَعَرَاتٍ سُمْر، من أَظْبٍ عُقْرٍ، في جَبَل وَعْر، لا يمَسُّها القَطْر وبين بقاء سَبْعَة أنْسُرٍ، كلما هلك نسر خلف بعده نسر، فاستحقر الأبعار واختار النسور، فلما لم يبق غير السابع قال ابن أخ له: ياعمِّ ما بقي من عمرك إلا عمر هذا؟ فقال لقمان: هذا لبد، ولبد بلسانهم الدهر، فلما انقضى عمر لبد رآه لقمان واقِعاً، فناداه: انْهَضْ لُبَد، فذهب لينهض فلم يستطِعْ، فسقط ومات، ومات لقمان معه، فضرب به المثل، فقيل: طال الأبد على لبد، وأتى أبَد على لُبَد.

اسم الکتاب : مجمع الأمثال المؤلف : الميداني، أبو الفضل    الجزء : 1  صفحة : 429
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست