responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجمع الأمثال المؤلف : الميداني، أبو الفضل    الجزء : 1  صفحة : 350
1880- أَسْرَعُ مِنْ عَدْوَى الثُّؤَبَاءِ.
وذلك أن من رأى آخر يتثاءب لم يَلْبث أن يفعل مثل فعله.

1881- أَسْرَعُ مِنْ تَلَمُّظِ الوَرَلِ.
ويروى"من تَلْميظة الوَرَل"
قالوا: هو دابة مثل الضبِّ، واللمظ: الأكل والشرب بطرف الشفة، يقال: لَمَظَ يلمظ لَمْظاً، وتَلَمَّظَ يَتَلَمَّظُ أيضاً، إذا تتبع بلسانه بقيةَ الطعام في فمه، أو أخرج لسانه فمسح به شفتيه، ومن روى "تلميظة وَرَل" أراد الكثرة، ويقال " تلمظَتِ الحيةُ" إذا أخرجت لسانَها كتلمظ الأكل.

1882- أَسْرَعُ مِنْ المُهَثْهِثَةِ.
وهي النمَّامة، هذه رواية محمد بن حبيب، وروى ابن الأعرابي المهتهتة - بالتاء المعجمة من فوقها بنقطتين - وقال: هي التي إذا تكلمت قالت هت هت، قال حمزة: وهذا التفسير غير مفهوم، قلت: قال ابن فارس: الهثهثة الاختلاط، والهتهتة صوتُ البكر، "ورجل مِهَتٌّ"خفيف في العمل وقال الأصمعي: رجل مِهَتٌّ وهَتَّات، أي خفيف كثير الكلام، وكلاهما - أعني التاء والثاء - يدلان على ما ذهب إليه محمد بن حبيب، لأن النَّمَّامة تخف وتسرع في نقل الكلام وتخليطه، وحكي عن أبي عمرو أن الهتاء الكذابة والنمامة، وأما ما قاله ابن الأعرابي: إنها هي التي إذا تكلمت قالت هت هت، فإنه أراد قلة مبالاتها بما تقول لسخافة عقلها وكلامها، وجعل قولها صوتا لا معنى وراءه، كقولهم في حكاية الأصوات غَسْغَسَ إذا قال غس غس وهَجْهَجَ إذا قال هج هج، وأشباه ذلك، وإذا كان على هذا الوجه فتفسير ابن الأعرابي مفهوم.

1883- أَسْرَعُ غَضَباً مِنْ فَاسِيَةٍ.
يعنون الخنفَسَاء، لأنها إذا حركت فَسَتْ ونَتَّنَتْ.

1884- أَسْرَعُ مِنَ الْعَيْرِ.
قالوا: إن العَيْر ههنا إنسان العين، سمي عيراً لنتوِّهِ، ومن هذا قولهم في المثل الآخر "جاء فلان قبل عَيْر وما جرى" يريدون به السرعة، أي قبل لحظة العين، قال تأبط شرا:
ونارٍ قد حَضَأتُ بُعَيْدَ وَهْنٍ ... بِدَارٍ ما أرَدْتُ بها مُقَامَا
سِوَى تَحْلِيل رَاحِلَةٍ وعَيْر ... أكَالِئُهُ مَخَافَةَ أنْ يَنَامَا -[351]-
ويروى"أغالبه" وقوله"حضأت " أي أوقدت، ومما يجرى هذا المجرى قول الحارث بن حِلِّزَةَ:
زَعَمُوا أنَّ كُلَّ مَنْ ضَرَبَ الْعَيْـ ... ـرَ (العير) مَوَالٍ لَنَا وَأنَّا الْولاَءُ
قالوا: معنى قوله"كل من ضرب العير" أي كل من ضرب بجَفْنٍ على عين، وهذا قول الخليل بن أحمد في كتاب العين، وحكى أبو حاتم عن أبي عبيدة والأصمعي عن أبي عمرو بن العَلاَء أنه قال: ذهب مَنْ كان يُحْسِنُ تفسيرَهذا البيت، وقال قوم: العيرُ السيد، وعنى به ههنا كليب وائل، سماه عيرا لأن كل ما أشرف من عَظْم الرجل يسمى عَيْراً، فلما كان كليب أشرفَ قومِه سماه عَيْرا، وزعم آخرون ممن العيرُ عندهم السيدُ أن السيد إنما سمي عَيْرا على التشبيه، لأن العير قَيِّمُ الأتُنِ وقَريعُها، وقال آخرون: معنى قوله"زعموا أن كل من ضرب العير مُوَالٍ لنا" أن العربَ ضربت العيرَ في أمثالها من وجوه كثيرة، فقالوا "أقبل عير وما جرى" و "العير يضرط والمكواة في النار" و"كذب العير وإن كان برح" فيقول هذا الشاعر: إن العربَ كلها قد ضربت العيرَ مثلا، وكُلُّ من جنى عليكم من العرب ألزمتمونا ذَنْبَه، وقال بعضهم: إن هذا الشاعر عَنَى بقوله العير الوتد، سماه عيرا لنتوه مثل عير النصل، وهو الناتىء في وسطه، وذلك أن العرب كلها تضرب لبيوتها أوتاداً فيقول: كل من ضرب لبيته وَتِداً ألزمتمونا ذنبه، وقال بعضهم: العير جبل معروف، ومعنى قوله ضرب العير أي ضرب في عير وتد الخيمة، فيقول: كل من سكن ناحيةَ عيرٍ ألزمتمونا ما يجنيه عليكم، وجاء في الحديث أن عَيْراً يسير في آخر الزمان إلى موضع كذا ثم يسير أحُد بعده، فيُرَاعُ الناسُ فيقولون: سار أحدكم كما سار عير، وقال قوم: عنى بقوله كل من ضرب العير إيادا أي أنهم أصحاب حمير، وقال آخرون: بل عنى به المنذر بن ماء السماء لأن شمرا قتله يوم عين أباغ، وشمر حنفي من ربيعة فهو منهم، وقال آخرون: المعنى أن العرب تضرب الأخْبِية لأنفسها والمضاربَ لملوكها، والمضارب إنما ترتبط بالأوتاد، فيقول: إن كل من تُضرب له المضاربُ لنا خَوَل وعَبيد، قال أبو حاتم: قد أكثر الناسُ في هذا، وليس شيء منه بمُقْنع، وإنما أصل العَيْر العَيِّرُ والعائر، فأحوجه الشعر واضطره إلى أن قال العَيْر، والعَيْر والعَيَّر والعائر كلُّها هو ما ظَهَر على الحَوضْ من قذًى، فإذا أرادوا أن ينفوا عنه ما عارضه من القذى نَضَحوه بالماء -[352]- فانتفت الأقذاء عنه إلى جُدْرَان الحوض وصَفَا الماء لشاربه، فالعربُ أصحاب حِياض، وهذا فعلُهم بها، فيقول هذا الشاعر: إن إخواننا من بكر بن وائل، زعموا أن كل من قَرَى في الحِياض ونَفَى الأقذاء عن مائها مَوَالٍ لنا وأن لنا الولاء عليهم.

اسم الکتاب : مجمع الأمثال المؤلف : الميداني، أبو الفضل    الجزء : 1  صفحة : 350
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست