اسم الکتاب : مجاني الأدب في حدائق العرب المؤلف : لويس شيخو الجزء : 1 صفحة : 61
الحاج والوديعة
165 وصل بعض المسافرين لقصد الحج مدينة ونزل عند صاحب له. فلما تمت مدة الإقامة وعزم على الرحيل أخبر صاحبه أن عنده أمانة وهي جملة من النقود والجواهر ويريد أن يودعها مؤتمناً إلى أن يرجع. فلما سمع منه صاحبه ذلك استحى أن يقول له ضعها عندي خوفاً من أن يظن أنه طامع فيها فأشار عليه أن يضعها عند القاضي. فأخذها وذهب إلى القاضي وقال له: إني رجل غريب وأريد الحج وعندي أمانة قدرها كذا من النقود والجواهر وأريد أن أسلمها إلى مولانا القاضي ليحفظها إلى أن أعود من الحج وأستلمها. فقال له القاضي: نعم. خذ هذا المفتاح وافتح هذا الصندوق وضعها فيه وأغلق الصندوق جيداً. ففعل وسلم المفتاح إلى القاضي وسلم عليه وتوجه. فلما قضى حجه ورجع ذهب إلى القاضي ليطلب الأمانة. فقال له: إني لا أعرفك وأنا عندي أمانات كثيرة فمن أين أعرف أن لك أمانة عندي. وأطال المحاولة معه فانصرف الرجل إلى صاحبه وأعلمه بذلك وغابه في هذه المشورة. فأخذه وذهب إلى بعض الأمراء المقربين إلى الملك وأخبره بتلك القضية. فوعدهما أنه في غد يذهب إلى القاضي ويجلس عنده ويخبره بقصة أخرى تخصه ويدخل ذاك الشخص صاحب الأمانة عليهما ويطلب أمانته من القاضي. فلما كان الغد
اسم الکتاب : مجاني الأدب في حدائق العرب المؤلف : لويس شيخو الجزء : 1 صفحة : 61