اسم الکتاب : مجاني الأدب في حدائق العرب المؤلف : لويس شيخو الجزء : 1 صفحة : 182
هناك قريبة القعر فنزل فيها وأمر أخاه وجاره أن يهيلا عليه التراب. ثم ذهب أخوه وجاره إلى سبيلهما وصار الكلب ينبح حوله. فلما انصرف العدو أتاه الكلب فما زال يبحث في التراب إلى أن كشفه عن رأسه فتنفس الرجل ومر به أناس فتناولوه وردوه إلى أهله. فلما مات ذلك الكلب عمل له قبراً ودفنه فيه. وجعل عليه قبة وسمي ذلك قبر الكلب وفي ذلك قيل:
تفرق عنه جاره وشقيقه ... وما حاد عنه كلبه وهو ضاربه
ومن ذلك ما حكي أن رجلاً قتل ودفن. وكان معه كلب فصار يأتي كل يوم إلى الموضع الذي دفن فيه وينبح وينبش ويتعلق برجل هناك. فقال الناس: إن لهذا الكلب شأناً فكشفوا عن ذلك وحفروا ذلك الموضع فوجدوا قتيلاً. فقبضوا على ذلك الرجل الذي ينبح عليه الكلب وضربوه فأقر بقتله فقتل والكلب من الحيوان الذي يعرف الحسنة. ويعيش الكلب في الغالب عشر سنين. وربما بلغ العشرين سنة. ووصف للمتوكل كلب بأرمينية يفترس الأسد. فأرسل من جاء به إليه. فجوع أسداً وأطلقه عليه فتهارشا وتواثبا حتى وقعا ميتين. وقيل: كلب الصياد يشبه به الفقير المجاور للغني. لأنه يرى من نعمته وبؤس نفسه ما يفتت كبده. والكلب نوعان أهلي وسلوقي نسبة إلى سلوق مدينة باليمن تنسب إليها الكلاب السلوقية وكلا النوعين في الطبع سواء
اسم الکتاب : مجاني الأدب في حدائق العرب المؤلف : لويس شيخو الجزء : 1 صفحة : 182