responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجاني الأدب في حدائق العرب المؤلف : لويس شيخو    الجزء : 1  صفحة : 161
نقذف ونجتهد والريح تلعب بنا يميناً وشمالاً ولا ندري أين نحن. وبقينا كذلك الليل كله. فلما طلع الفجر ألقتنا الريح إلى الساحل فطلعنا ونحن في حال العدم وتلك الجزيرة كثيرة الأشجار والأثمار ففرحنا بخلاصنا من الموت واسترحنا قليلاً وأكلنا كفايتنا من الأثمار وبقينا كذلك إلى المساء. ونمنا على جانب البحر وإذا صوت دبيب عظيم وصل إلينا. فإذا هي حية عظيمة كأنها نخلة فدنت منا وجذبت الواحد منا وبلعته. وبعد ساعة قذفت عظامه ومضت. وبقيت أنا ورفيقي نرتعد إلى الصباح من الخوف وقد أشرفنا على الهلاك وقلنا: إننا قد فرحنا من خلاصنا من الأسود والبحر ووقعنا في أنحس من ذلك وأصعب من الغرق والحريق. فمنا ندور في الجزيرة فرأينا شجرة عالية جداً. فأكلنا من بعض الأثمار ونحن في غم شديد من الخوف حتى أدركنا المساء فطلعنا إلى شجرة عالية حتى نخلص من الحية. فلما جاء الليل والظلام إذا بالحية قد أتت وأدارت بين الأشجار حتى انتهت إلينا وتعلقت في الشجرة وجذبت رفيقي وابتلعته وكان أسفل منى وبقيت وحدي أرتعد حتى إلى الصباح فنزلت من الشجرة كالميت وقد أيقنت أنها المساء تبلعني أيضاً كما بلعت رفاقي. فأردت أن أرمي روحي في البحر ولكن الروح حلوه. وإني توكلت على الله ودرت وطفت في الجزيرة وأنا محتار في أمري فرأيت أخشاباً مقطوعة فشددت بعضها إلى بعض. ولما جاء المساء

اسم الکتاب : مجاني الأدب في حدائق العرب المؤلف : لويس شيخو    الجزء : 1  صفحة : 161
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست