responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مجاني الأدب في حدائق العرب المؤلف : لويس شيخو    الجزء : 1  صفحة : 150
الصين. وفي أطراف جزائره جبال كثيرة فيها الناس مخرمو الآذان بيض الوجوه يجزون شعورهم. وتظهر من جبالهم النار بالليل والنهار. بنهارها نار حمراء وبالليل تسود وتلحق بأعنان السماء لعلوها وذهابها في الجو تقذف بأشد ما يكون من صوت الرعود والصواعق. ثم يليه بحر الصين وهو بحر خبيث كثير الموج والخب. وتفسير الخب الشدة العظيمة في البحر. وفيها جبال كثيرة لا بد للمراكب من النفوذ بينها. وليس بعد بلاد الصين مما يلي البحر ممالك تعرف ولا بلاد توصف إلا بلاد السيلى وجزائرها. ولم يصل إليها من الغرباء أحد من العراق ولا غيرها فخرج عنها لصحة هوائها ورقة مائها وجودة تربتها ولكثرة خيرها إلا النادر من الناس. وأهلها مهادنون لأهل الصين وملوكها. والهدايا بينهم لا تكاد تنقطع. وقد قيل إنهم شعب من ولد عامور سكنوا هنالك على حسب ما ذكرنا من سكنى أهل الصين في بلادهم. وللصين أنهار كبار مثل دجلة والفرات تجري من بلاد الترك والتبت والصغد. وهم بين بخارى وسمرقند. وهنالك جبال النوشادر. فإذا كان الصيف رأيت في الليل نيراناً قد ارتفعت من تلك الجبال من نحو مائة فرسخ. وبالنهار يظهر منها الدخان لغلبة شعاع الشمس وضوءها وضوء النهار. ومن هنالك يحمل النوشادر. فإذا كان أول الشتاء من أراد من بلاد خراسان أن يسلك إلى بلاد الصين صار إلى ما هنالك.

اسم الکتاب : مجاني الأدب في حدائق العرب المؤلف : لويس شيخو    الجزء : 1  صفحة : 150
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست