اسم الکتاب : مجاني الأدب في حدائق العرب المؤلف : لويس شيخو الجزء : 1 صفحة : 147
مهاب رياحها وإبان ثورانها وغير ذلك. فبحر فارس تكثر أمواجه ويصعب ركوبه عند لين بحر الهند واستقامة الركوب فيه وقلة أمواجه. ويلين بحر فارس وتقل أمواجه ويسهل ركوبه عند ارتجاج بحر الهند واضطراب أمواجه وظلمته وصعوبته عند ركوبه. . . . والغوص على اللؤلؤ في بحر فارس إنما يكون في أول نيسان إلى آخر أيلول وما عدا ذلك من شهور السنة فلا غوص فيها. وتطلق المراكب من بحر فارس إلى البحر الثاني وهو المعروف بلاروي. لا يدرك قعره ولا يحصر كثرة من نهاياته ولا تضبط غاياته لغزر مائه واتساع فضائه. وكثير من البحريين يزعمون أن الوصف لا يحيط بأقطاره لما ذكرنا من تشعبه. وربما تقطعه السفن في الشهرين والثلاثة وفي الشهر على قدر مهاب الرياح والسلامة. وليس في هذه البحار (أعني ما اشتمل عليه البحر الحبشي) أكبر من هذا البحر لاروي ولا أشد. وفي عرضه بحر الزنج وبلادهم. وعنبر هذا البحر قليل. وذلك أن العنبر أكثره يقع إلى بلاد الزنج وساحل الشحر من أرض العرب. وأهل الشحر أناس من قضاعة بن حمير وغيرهم من العرب. ويدعى من سكن هذا البلد من العرب المهرة. أصحاب شعور وجمم ولغتهم بخلاف لغة العرب. وذلك أنهم يجعلون الشين بدلاً من الكاف وغير ذلك في خطابهم ونوادر كلامهم وهم ذوو فقر وفاقة. ولهم نجب يركبونها بالليل تعرف
اسم الکتاب : مجاني الأدب في حدائق العرب المؤلف : لويس شيخو الجزء : 1 صفحة : 147