اسم الکتاب : مجالس ثعلب المؤلف : ثعلب الجزء : 1 صفحة : 69
ثم أقبل حتى أناخ راحلته بباب مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وكان مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم في أصحابه مكان المائدة من القوم، حلقةً ثم حلقة ثم حلقة، وهو في وسطهم، فيقبل على هؤلاء فيحدثهم، ثم على هؤلاء ثم هؤلاء، فأقبل كعبٌ حتى دخل المسجد، فتخطى حتى جلس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، الأمان. قال: ومن أنت؟ قال: كعب بن زهير. قال: أنت الذي تقول، كيف قال يا أبا بكر؟ فأنشده حتى بلغ:
سقاك أبو بكر بكأسٍ روية ... وأنهلك المأمور منها وعلكا
فقال: ليس هكذا قلت يا رسول الله، إنما قلت:
سقاك أبو بكرٍ بكاسٍ روية ... وأنهلك المأمون منها وعلكا
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مأمونٌ والله "، وأنشده:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
حتى أتى على آخرها.
وحدثنا أبو العبَّاس ثنا ابن شبة، حدَّثني إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدَّثني معن بن عيسى أنبأنا محمد بن عبد الرحمن الأوقص، عن ابن جدعان قال: أنشد ابن زهير رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد الحرام:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
حدَّثنا أبو العبَّاس قال حدَّثني ابن شبة قال: حدَّثني إبراهيم بن المنذر الحزامي ثنا محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة قال: أنشد كعب رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجده بالمدينة:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول
فلما بلغ:
إن الرسول لسيفٌ يستضاء به ... مهنَّذ من سيوف الله مسلول
في صحبةٍ من قريشٍ قال قائلهم ... ببطن مكة لما أسلموا زولوا
زالوا فما زال أنكاسٌ ولا كشف ... لدى اللقاء ولا ميلٌ معازيل
أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الحلق أن يسمعوا شعر كعب بن زهير.
وحدثنا أبو العبَّاس، حدَّثني ابن شبة، حدَّثني إبراهيم، حدَّثني محمد بن الضحاك قال: سمعت أبي يقول: عن " قائلهم " الذي عنى كعب بن زهيرٍ، عمر بن الخطاب.
وقال أبو العباس: تضعضع القوم: تفرقوا؛ وتضعضعوا: اتضعوا وتواضعوا. ويقال " هو يحفنا ويرفنا "، فيحفنا: يقوم بأمرنا؛ ويرفنا يطمعنا ويسقينا. ويقال هذا فعال بالفتح، ولا يقال فعال بالكسر.
ويقال شملت الريح إذا هبت شمالاً. وأشملنا نحن إذا دخلنا في الشمال. وكذلك أشمل يومنا إذا دخل أيضاً في الشمال. ويقال كنا في شمال فأجنبنا، وكنا في جنوبٍ فأشملنا، إذا انقلبت من حال إلى حال دخلت فيه كذلك.
وقال أبو العبَّاس: كان الفراء يكره أن يجعل بئسما ولعلما حرفاً واحداً. وعند هؤلاء ليتما ولعلما وكل هذه الحروف شيء واحد، وما بعدها استئناف.
ويقال فلج الرجل على خصمه يفلج فلجاً وفلوجاً.
ويقال ماء سجسٌ وسجوس، إذا كان متغير الطعم.
وقال: الملك يقال له العزيز.
وأنشد:
فلما التقي الحيان واشتجر القنا ... نزالاً وأسباب المنايا نزالها
تبين لي أن القماءة ذلةٌ ... وأن أعزاء الرجال طوالها
وأنشد أبو العبَّاس:
لا ينكتون الأرض عند سؤالهم ... لتطلب العلات بالعيدان
بل يبسطون وجوههم فترى لها ... عند السؤال كأحسن الألوان
وإذا دعوا لنزال يوم كريهة ... سدوا فجاج الأرض بالركبان
قوم إذا نزل الغريب بدارهم ... ردوه رب صواهل وقيان
وقال أبو العباس: الشرمح: الطويل الذي لا خير فيه.
وأنشد:
أعيني إن كان البكا رد هالكاً ... على أحدٍ قبلي فلا تتركا جهدا
وجودا بأهمال الدموع لعلها ... ترد حبيباً صرت من بعده فردا
وأنشد:
وما شنتا خرقاء واهية الكلى ... سقى بهما ساق ولما تبللا
بأضيع من عينيك للدمع كلما ... توهمت ربعاً أو توهمت منزلا
وأنشد:
وما كل كلب نابح يستفزني ... ولا كلما طن الذباب أراع
وأنشد:
لقد جل قدر الكلب إن كان كلما ... عوى وأطال النبح ألقمته الحجر
وأنشد:
أو كلما طن الذباب زجرته ... إن الذباب إذا على كريم
وأنشد:
يروم أذى الأحرار كل ملاومٍ ... وينطق بالعوراء من كان أعورا
وأنشد:
اسم الکتاب : مجالس ثعلب المؤلف : ثعلب الجزء : 1 صفحة : 69