اسم الکتاب : مجالس ثعلب المؤلف : ثعلب الجزء : 1 صفحة : 56
تعيب الشيب من سفه وجهل ... وأعيب منه شغلك بالخضاب
وقال ألو العباس: قال أبو صاعد: كان الشنآن بن مالك رجلاً من بنى معاوية بن حزن بن عبادة بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، يتغنى بأبيات له، وقد كان يزور نساء من بنى المنتفق ابن عم له يقال له المضرحى، فقال بنو المنتفق: لئن لقينا المضرحى لنعقرن به! فتغنى الشنآن بن مالك - وكان صارماً، وكان إنساناً تطلعه العين صورة - فقال:
لقد غضب العرام في أن أزورها ... ولم أر كالعرام حراً ولا عبداً
ولا مثل مكحول ولا مثل مالك ... ولا مثل غيلان إذا ما ارتدى البردا
أتوعد نضو المضرحى وقد ترى ... بعينك رب النضو يغشاكم فردا
فما ذنبنا إذ علقتنا نساؤكم ... ولم تر فيكم ذا جمال ولا جلدا
فتناهض القوم فاقتتلوا، فكان ذلك اليوم يقال له يوم دهو. فجاءت دعجاء بنت هيصم فعلقت المعاويين لحو العود، فيهوى لها الشنآن بن مالك بسهم فيصيبها به بين مأكمتيها وخصرها، حتى خرج من شقها الأقصى، فوقعت، فقال:
ودعجاء قد واصلت في بعض مرها ... بأبيض ماض ليس من نيل هيصم
أرغت به فرجاً أضاعته في الوغى ... فخلى القصيري بين خصر ومأكم
فقلت أذاك السهم أهون وقعة ... على الخصر أم كف الهجين المخضرم
وأنشدنا أبو العباس:
قل لأطفال آل بكر يجيبوا ... من دعاهم للحرب عند البراز
قال: كل ضعيف يسمى طفلاً. فأراد: لا يبق منكم أحد إلا أجاب.
وقال أبو العباس في قوله تعالى: " وحرث حجر " قال: حرام لا يركبها إنسان. والحرث: الزرع والإبل والغنم، وكل ما كان من هذا.
وقال في قوله عز وجل: " وأيدناه بروح القدس " أيدناه: قويناه وروح القدس، يقول: من بعثنا إليه، وينبغي أن يكون ملكاً.
ويحكى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " مثل المؤمن مثل الخامة من الزرع تفيئها الرياح، مرة كذا ومرة كذا. ومثل المنافق مثل الأرزة ثابتة لا تتحرك. قال أبو العباس: الخام من الزرع: الذي قد قام على سوقه ولم يدرك أن يقطع. والأرز: قضبان شجر بالشام.
المشق: شبيه بالطين يصبغ به الثياب. وأنشد لأبي وجزة:
قد شفها خلق منه وقد قفلت ... على ملاح كلون المشق أمشاج
وقال أبو العباس في قوله: يا أيها النبي اتق الله ولا تطع الكافرين قال: قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: اطرد صهيباً وسلمان وبلالاً وهؤلاء، فإنهم سبقوا إلى الهجرة، حتى نتبعك. فأنزل الله هذا.
" وجعلنا ذريته هم الباقين " قال: جعل الأنبياء من ذريته، ثم جعل الأنبياء بعده من ذرية إبراهيم، وهم الباقون إلى الآن. يعنى سائر الناس.
" وتركنا عليه في الآخرين " قال: تركنا له من يدعو له.
" سلام على إبراهيم " قال: سلام، حكاية. " إن الله وملائكته يصلون على النبي " قال: يجوز ولم نسمع من قرأ به. ويقال إن زيداً وعمرو قائمان، وإن زيداً وعمراً قائمان. قال: مثل قوله:
فإني وقيار بها لغريب
وأنشد أيضاً:
يا ليتني وأنت يا لميس ... في بلد ليس به أنيس
قال أبو العباس: والفراء يقول: لا أقول إلا فيما لا يتبين فيه الإعراب والكسائي يقول فيما يتبين وفيما لا يتبين.
" ورجلاً سلماً لرجل " قال: سلم مصدر. وسالماً نعت، آي سالماً لله لا يعبد إلا الله. وقال: ومثله قوله عز وجل: " وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطاناً، أي كيف أخاف آلهتكم وأنتم لا تخافون الله.
" لقد تقطع بينكم بفتح النون أي ما بينكم، وبينكم بضم النون. أي وصلكم.
وأنشد:
تجيل دلاء القوم فيها غثاءة ... إجالة حم المستذبية جامله
قال: الجميل: الشحم الذئب. قال: أي تضطرب الدلاء فوق الماء فتنحى الطحلب كذا وكذا، كما يدير المستذيب الشحم في القدر.
والأقيال: الملوك. والعباهلة: الذين ليس على........
اسم الکتاب : مجالس ثعلب المؤلف : ثعلب الجزء : 1 صفحة : 56