اسم الکتاب : مجالس ثعلب المؤلف : ثعلب الجزء : 1 صفحة : 17
قال: قولها أريد يزيد أي هو يزيد على الاستنئاف، وذلك جائز. قال: وقولها " وأن لنا في النار بعد خلود " قال: رفع على الاستئناف. وحكى الكسائى والفراء جميعاً " إن فيك زيد راغب " وقالا: بطلت إن لما تباعدت.
أخبرنا محمد، ثنا أبو العباس أحمد بن يحيى قال: وأنشدني زبير لسباع بن كوثل السليمى:
نظرت إلى مي خلاساً عشية ... على عجل والكاشحون حضور
كذا مثل طرف العين ثم أجنها ... رواق أتى من دونها وستور
فقالت: حذار القوم إن نفوسهم، ... وعيش أخى، وجداً عليك تفور
أخبرنا محمد قال: وثنا أبو العباس قال: وأنشدني زبير لعبد الله ابن مصعب:
لما رأيتك قد مللت مودتي ... أليت فيك بأعظم الأيمان
إني كذاك إذا تنكر صاحبي ... داويته بالصرم والهجران
فلقد تدوم لذي الصفاء مودتي ... وإذا لويت بتت ذا الليان
وأكف عن بغض الصديق تكرماً ... نفسي، وما دهري له بهوان
فأفارق الخلان عن غير القلى ... وأميت نشر السر بالكتمان
أخبرنا محمد قال: وثنا أبو العباس قال: أنشدني عبد الله بن شبيب قال: أنشدني محمد بن الحسن العقيلي:
ما استضحك الحسن إلا من نواحيك ... ولا اغتذى الطيب إلا من تراقيك
عن مقلتيك رأينا الحسن مبتسماً ... زهراً كما ابتسم المرجان من فيك
يا بهجة الشمس ردي غير صاغرة ... على قلباً ثوى رهناً بحبيك
ما استحسنت مقلتي شيئاً فأعجبها ... إلا رأيت الذي استحسنته فيك
إذ منك يبتسم الإقبال عن غصن ... لدن ويضحك عن دعص تواليك
أخبرنا محمد قال: وثنا أبو العباس أحمد بن يحيى قال: وحدثني ثابت بن عبد الرحمن قال: كتب معاوية بن أبي سفيان إلى زياد: إذا جاءك كتابي فأوفد إلى ابنك عبيد الله. فأوفده عليه فما سأله عن شيء إلا أنفذه، حتى سأله عن الشعر فلم يعرف منه شيئاً، قال: ما منعك من روايته؟ قال: كرهت أن أجمع كلام الله وكلام الشيطان في صدري. قال: أغرب، والله لقد وضعت رجلي في الركاب يوم صفين مراراً، ما يمنعني من الانهزام إلا أبيات ابن الإطنابة حيث يقول:
أبت لي عفتي وأبى بلائي ... وأخذى الحمد بالثمن الربيح
وإعطائي على الإعدام مالي ... وإقدامي على البطل المشيح
وقولي كلما جشأت وجاشت ... مكانك تعذري أو تستريحي
لأدفع عن مآثر صالحات ... وأحمى بعد عن أنف صحيح
وكتب إلى أبيه: أن روه الشعر. فرواه فما كان يسقط، عليه منه شيء.
وقال أبو العباس أحمد بن يحيى: أصل اليتم الغفلة، ومنه سمى اليتيم، لأنه يغفل عنه. قال: والأبكم الذي يولد لا يسمع ولا يبصر.
وقال أبو العباس: يقال وقع في روعى، وخلدي، ووهمي؛ بمعنى واحد.
أخبرنا محمد قال: وثنا أبو العباس قال: حدثني أبو العالية قال: نزل الكروس الهجيمي بشيخ من بني الهجيم، يقال له عرف، فأكرمه وأحسن قراه، فغدا يهجوه فقال:
لو كان عوف مجرباً لعذرته ... ولكن عوفاً ذو حليب ورائب
لدى روضة قرحاء برقاء جادها ... من الدلو والوسمى طل وهاضب
قال: القرحاء: التي بدا نبتها؛ وقريحة كل شيء: أوله. وبرقاء: فيها لونان من النبت.
كأن الذباب الأزرق الحمش وسطها ... إذا ما تغنى بالعشيات شارب
قال: وإذا كثر النبت كثر الذباب.
عقاراً غذاها البحر من خمر عانة ... لها سورة في رأسه ذات صالب
إذا الضيف ألقى نعله عن شماله ... طروقاً وصلى كف أشعث ساغب
صلى يده من شدة البرد بالنار.
رأى آنفاً دغما قباحاً كأنها ... مقاديم أكيار ضخام الأرانب
قال: مقاديم الكيران تسود من النار، جمع كور. دغم: سود.
تحوز منى أمهم أن أضيفها ... كما انحازت الأفعى مخافة ضارب
أناس يبيت الضيف قدام أهلهم ... مكباً تخطله عظام المحالب
قدام أهلهم: لا يخلطونه بهم، أي هو دونهم.
اسم الکتاب : مجالس ثعلب المؤلف : ثعلب الجزء : 1 صفحة : 17