اسم الکتاب : مجالس ثعلب المؤلف : ثعلب الجزء : 1 صفحة : 108
إلى أرض نجران اليماني وأهله ... وحيث التقي من ذي الهضاب المذانب
وما عن قلى شعب النوى إذ تصدعت ... ولكن مقدوراً من الأمر غالب
وسرت وفي نجران قلبي مخلف ... وجسمي ببغداد العراق مشاعب
وإني لما قد كان بيني وبينها ... لموف وإن شط المزار المجانب
ولست بناس عهدها إذ تقول لي ... هل أنت إلى رأس من الحول آيب
فقلت لها أمري إلى الله كله ... وإني إليه في الإياب لراغب
وإني بغلات الصداء للائع ... عليك اصطهاراً في الحشا فهو ثاقب
فدانت سماحاً واستهلت شؤونها ... كإغريض مزن حطمته الجنائب
قال أبو العبَّاس: قال أبو الربيع: الإغريض: قطر جليل تراه إذا وقع كأنه نصول نبلٍ. قال: وهو من سحابة متقطعة، وهو الإغريض أول ما يسقط منها.
وأنشدنا أبو الربيع للنابغة:
تميح بعود الضر وإغريض بغشةٍجلا ظلمة ما دون أن يتيمما البغشة: السحابة التي يدفع مطردها دفعةً. وأنشد:
أسير وما أدري لعل منيتي ... بلبي إلى أعرافها قد تدلت
فقلت لملاح السفينة خالدٍ ... أجزها فقد طال الثواء وملت
أجزها فما كانت لها قارة الحمى ... معاناً ولا الأجبال مما تمنت
وما طوحت بي قلة عن عشيرة ... بظلمٍ فلم أصبر عليه فقرت
تحن إلى الفردوس والشير دونها ... وأيهات عن أوطانها حوث حلت
قال أبو العبَّاس: هذه لغته، وهو رجل من طي.
وقال:
ارم على قوسك ما لم تنهزم ... رمى المضاء وجواد بن عتم
قال: إنه لحسن الندام وحسن البشرية. وقال: ذو الجبرية والجبرية والجورة من التجبر.
وقال أبو العبَّاس في قوله عز وجل: " وتجعلون له أنداداً " قال: أمثالاً. وهذا نده، أي مثله، وكذلك النديد أيضاً.
وأنشد:
لكيلا يكون السندري نديدتي ... وأجعل أقواماً عموماً عماعما
قال: والسندس: الرقيق من الديباج.
وفي قوله تعالى: " يؤتكم كفلين من رحمته " قال: الكفل: المثل.
في قوله تعالى: " ولا تنس نصيبك من الدنيا " قال: قال: تأخذ بحظ من الدنيا للآخرة.
وأنشد:
لعبت على أكتافهم وصدورهم ... وليداً وسموني مفيداً وعاصما
قال: سال لعابه.
ويروي عن النبي صلى الله عليه وسلم: " ليس منا من لم يمش في الأسواق وينكح النسوان ". وقال عمر بن الخطاب: " ليس خيركم من عمل للآخرة وترك الدنيا، أو من عمل للدنيا وترك الآخرة، ولكن خيركم من أخذ من هذه وهذه ".
وقال: هو سيلان السيف، وهي الحديدة التي يقع عليها المقبض. وقال: المليح: العطية، ماحه يميحه، واستمحت الرجل، منه. وقال: النشوز يكون من المرأة والرجل، وأخذ من النشز وهو الارتفاع من الأرض، أي إنه ارتفع هذا من هذه، وهذه من هذا.
وقال في قوله تعالى: " إلى العظام كيف ننشزها ": نرفع بعضها على بعض.
التحيات: البقاء والملك.
قال: ويقال " أعطني نفساً أو نفسين " أي دبغةً أو دبغتين وأنشد:
وذي أنفس شتى ثلاث رمت به ... على الماء إحدى اليعملات العرامس
واصبح يطوي البيد ريان بعدما ... أطال به الكلب السري وهو يابس
قال أبو العبَّاس: هذا وطب من لبن جره الكلب.
وقال أبو العبَّاس: وقال ابن الأعرابي: السحر من كل شيء: الفاسد.
وأنشد:
ونسحر بالطعام وبالشراب
قال: وهؤلاء يقولون: نعلل بالطعام. ابن الأعرابي يقول: نفسد.
وفي قوله تعالى: " وإذا قيل أنشزوا فانشزوا " أي يرتفع كل إنسان منكم.
ويقال: طس وطسة، وطساس وطسات.
وأنشد:
وهم القضاة وكل ذلك منهم ... يأتيك في رفق وفي معتمد
قال ويروي: " وهم ".
وقال في قوله تعالى: " إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته " قال: التمني اتلاوة، والتمني اختراع الحديث، والتمني من المنى.
وأنشد:
أسيلة مجرى المدمع خمصانة الحشا ... برود الثنايا ذات خلق مشرعب
ترى العين ما تهوى وفيها زيادة ... من اليمن إذ تبدو وملهي لملعب
اسم الکتاب : مجالس ثعلب المؤلف : ثعلب الجزء : 1 صفحة : 108