responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مباهج الفكر ومناهج العبر المؤلف : الوطواط    الجزء : 1  صفحة : 65
سلخها في يوم وليلة، وإذا هرمت وارتخى جسمها، وعجزت عن سلخه أدخلت نفسها بين عودين أو في صدع ضيق حتى تنسلخ ثم تأتي إلى عين ماء فتنغمس فيه فيشتد بذلك لحمها، ويعود إلى قوته وشدته، وليس في الأرض شيء مثل جسم الحية إلا والحية أقوى منه بدنا أضعافا، ومن قوتها أنها إذا دخل صدرها في حجر أو صدع لم يستطع أقوى الناس - وقد قبض على ذنبها بكلتا يديه - أن يخرجها لشدة اعتمادها وتعاون أجزائها، وليست بذات قوائم وإنما تنساب على بطنها وليست لها أظافر ومخاليب واضلاف تتشبث بها وتعتمد عليها وربما انقطعت في يدي الجاذب لها وإنما اشتدت فقر ظهرها هذه الشدة لكثرة أضلاعها فإن لها ثلاثين ضلعا، وليست بذات قوائم، وإنما تنساب على بطنها فهي تدفع أجزاءها وتعاونها حركة الكل من ذات نفسها دليل على إفراط قوة بدنها، وذلك مشاهد في صعودها وسعيها خلف الرجل الشديد الحضر وعند هربها منه حتى تفوت وتسبق وهي تعيش في الماء إن صارت فيه) وتعيش في البر بعد أن يطول مكثها في الماء وصارت مائية (، ومن أصناف الحيات ما هو أزعر وذلك الغالب وفيها ما هو ازب ذو شعر، ومنها ذوات قورن، وأرسطو يقول: إنما تجعل ذوات قرون على طريق المجاز والاستعارة، وإنما ذلك يظهر بروز شيء جاس في رؤوسها شبيه بالقرون، ومنها ما هو أحمر، ومنها صنف يمسي الشجاع يواثب الإنسان ويقوم ذنبه، وربما طار العصفور فيظنه غصنا أو عود منصوبا ليستريح عليه من كثرة الطيران فإذا استوى عليه ابلعته، ومنها ما يسمى الأسود وهو إذا كان مع الأفاعي في جونة وجاع يبتلعها وبلعه لها قبل رؤوسها ومتى رام ذلك من غير جهة الرأس عضته فقتلته، وأشر ما يوجد من هذا الصنف بمصر في أرض الزرع وهي أرض سوداء إذا نزل عنها النيل تصدعت وتشققت شقوقا عظيمة لما يستولي عليها من اليبس، وهذا الصنف يعظم جدا فإذا رأى الإنسان قصده فإن كان في الإنسان يقظة أخذ حذره منه وقاتله إن كان معه سلاح وهو في قتاله كالشجاع المراوغ المخاتل، أو لاعب الشطرنج يقصد من مقاتله جهة فإذا رآه قد اشتغل بحفظها منه نهشه في غيرها، ونهشه والكفن في الحين الذي يفوت طبق الجفن على الجفن، ومن أصنافها ما يسمى أصلة وهو عظيم جدا وله وجه كوجه الإنسان، ويقال أنه يصير كذلك إذا مرت عليه ألوف السنين، يقتل بالنظر، ومن عجائب ما حكاه المؤرخون أنه أخرج من خزائن المستنصر بالله العبيدي بيضة محلاة بالذهب فجعل الناس يتعجبون من تحليتها فاستخبروا المستنصر عنها فقال أنها بيضة حية كان بعض الملوك أهداها لجدي القائم بأمر الله تعالى.

اسم الکتاب : مباهج الفكر ومناهج العبر المؤلف : الوطواط    الجزء : 1  صفحة : 65
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست