responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مباهج الفكر ومناهج العبر المؤلف : الوطواط    الجزء : 1  صفحة : 27
يدل ضيفي علي في غسق ال ... ليل إذا النار نام موقدها
وله أيضاً من أبيات:
يكاد إذا ما أبصر الضيف مقبلا ... يكلمه ترحبة وهو أعجم
وقال حاتم الطائي يفتخر:
وإذا تنور طارق مستنبح ... نبحت فدلته علي كلابي
وعوين يستعجلنه ولقينه ... يرشدنه بشراشر الأذناب
قوله: مستنبح يريد أن الضيف الطارق ليلا إذا لم يهتد إلى البيوت بنار ولا كلاب، وذلك لشدة البرد نبح، فإذا سمعت الكلاب نبيحه نبحث فيقصدها حيث كانت وعابه البديع الهمذاني
يزين حين يسمن ... ولا يتبع حين يشبع
وعند الجوع يهتم بالرجوع
ومما تختص به الكلاب السلوقية من الوصف، قال أبو إسحاق الصابي من رسالة: ومعنا كلب عريق المناسب، نجيح المكاسب، حلو الشمائل نجيب المخامل حديد الناظرين اغضف الأذنين، أسيل الخدين، مخطف الجنبيبن عريض الزور متين الظهر أبي النفس ملهم الشكر لا يمس الأرض إلا تحليلا، وإيماء، ولا يطؤها إلا بإشارة وانحناء، ولبعض الأندلسيين يصفه من رسالة: فحللناه من ساجوره، وأطلقناه، فبلغنا إلى سروره، ومر يخفي شخصه غباره في سدفة سفرته تارة من النصف الطامحة العيون، والهرت اللاحقة البطون معرق في نجابته منعم مخول في فراهته يسمع منك إيماء، ويفهم عنك إيماء المشي، فلا يمس الأرض بأربعة، ويجري فلا يسبقه الريح إلى منزعه:
إذا عدا واشتد في طلابه ... يكاد أن يخرج من إهابه
وقال:
متقد كالنار في التهابه ... لا يطعن الصيد بغير نابه
أعده للحرب من جرابه ... فكل من يرمي به لمأبه
ومن المنظوم في ذلك قول ذي الرمة من أبيات يصفه بسرعة الحضر من أبيات:
كأنه كوكب في إثر عقربه ... سوم سوداء الليل مغتصب
وقال آخر يصف كلبا:
أنعت كلبا يكسر اليحمورا ... مجربا مدربا صبورا
يأنف أن يشاكل الصقورا ... منفردا بصيده مغيرا
ذا شية تحسبها حريرا ... قد حبرت نقوشها تحبيرا
إذا جرى حسبته المقدورا ... يكاد للسرعة أن يطيرا
حتفا لمن عن له أسيرا ... أعجز أن يرى له نظيرا
وقال أبو نؤاس يصف كلبا:
هجنا بكلب طالما هجنا به ... ينتسق المقود من جذابه
كأن متينه لدى انسلابه ... متنا شجاع لج في انسيابه
كأنما الاظفور في قنابه ... موس صناع رد في نصابه
تراه في الحضر أذاها هي به ... يكاد أن يخرج من أهابه
ترى سوام الوحش إذ تحوي به ... يرحن أسرى ظفره ونابه
وقال الناشئ قافيا أثره وواردا نهره:
واغضف عيشي من عذابه ... براح أن يدعي ليغتذي به
روحه ذي النشوة من شرابه ... يخط بالبراثن في ترابه
خط يد الكاتب في كتابه ... ملتقطا للخطو في انتدابه
لقط يد الماهر في حسابه ... يستأسر المعظم عن طلابه
في نأيه عنه وفي اقترابه ... تسلبه الحتفة من أسلابه
ولا يحس ما به لما به ... ينتصل الاظفور من قنابه
كما يسل السيف من قرابه ... تخاله ماجد في التهامه
مجردا بالحضر من أهابه
وقال أبو الطيب المتنبي:
فحل كلابي وثاق الاحبل ... عن أشدق مستوجر مسلسل
اقب ساط شرس شمردل ... مؤجد الفقرة رخو المفصل
له إذا أدبر لحظ المقبل ... يعدو إذا أحرز عدو السهل
إذا تلا جاء المدى وقد تلي ... يقعي جلوس البدوي المصطلي
بأربع مجدولة لم تجدل ... فتل الأيادي رابذات الأرجل
أثارها أمثالها في الجندل ... يكاد الوثب وفي التفتل
يجمع بين متنه والكلكل ... وبين أعلاه وبين الأسفل
شبيه وسمي الحضار بالولي ... كأنه مصور من جندل
موثق على رماح ذبل ... ذي ذنب أجرد غير أعزل
يخط في الأرض حساب الجمل ... كأنه من جسمه. . . بمعزل
نيل المنى وحكم نفس المرسل ... وعقلة الظبي وحتف التتفل
لا يأتلي في تركه لا يأتلي ... مقتحما على المكان الأهول
حتى إذا قلت له نلت افعل ... افترعن مذروبة كالانصل
لا تعرف العهد بصقل الصيقل ... مركبات في العذاب المنزل
كأنها من سرعة في الشمأل ... كأنها من ثقل في يذبل

اسم الکتاب : مباهج الفكر ومناهج العبر المؤلف : الوطواط    الجزء : 1  صفحة : 27
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست