responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : لباب الآداب المؤلف : الثعالبي، أبو زيد    الجزء : 1  صفحة : 99
تستطيع الحَفَظة حِفظه، يُحصي الحصى قبل أن يُخصى، قد استغرقت القرطاسَ قبل الأنفاس، وأفنيت الأعمار قبل الأعصار، ولم تبلغ المِعشار، واستنفدت الأقلام قبل الكلام، ولم تبلغِ التمام.

وَصْفُ القلَة ووصفُ قليلٍ من كثرة
لو كان ذلك شَظيّة في قلم الكاتب، لما غيَّرت خطه، أو قذى في عين النائم، لما أنبه جَفنه، ذاك أقل من لا ولا، ومن الجزء الذي لا يتجزى قطرة من سَحّ، وغَيض من فَيض، ورَذاذ من وَبْل ورَشَاش من سَجْل، وشَررَة من نار، وقراضة من دينار، ذاك قطرة من نَهَر، ووَشَل من بَحْرٍ.

وَصفُ الجدِّ والهزلِ جميعاً
جدّ كعُلوّ الجدّ، وهَزْلٌ كحديقةِ الوردِ، جدهُُ كحدِّ الصارم، وَهَزلهُ كزورة الحبيب الصارم، جدّهُ كجدِّ الحازمِ الموقورِ، وهَزْلُه تساقط اللؤلؤِ المنثور، جدُّهُ عنوانُ الحِكمة، وهَزْلُهُ جلاءُ المودَّة، جدُّهُ يروق، وهزله يشوق.

ذِكْرُ الشيءِ المتعذر الوجود
قَدْ عَز وأعوز وأعجز، ذاك أبعد من النجم مَرْقباً، وأصعب من كل صَعْبٍ مَطلباً، ذاك صعبٌ مرامُهُ، دَحض مُقامُه، ذاك معجز عمر النشور، وإلى يومِ النُّشور. قد أعوز حتى كأنه الوفاءُ والكرمُ، والغرابُ الأعصمُ، ناطَه بالعَيوق، ووضعه موضع بيضِ الأنوق دون ذلك شيب الغراب، وإرواء الشَراب.

اسم الکتاب : لباب الآداب المؤلف : الثعالبي، أبو زيد    الجزء : 1  صفحة : 99
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست