اسم الکتاب : قصة الأدب في الحجاز المؤلف : عبد الله عبد الجبار الجزء : 1 صفحة : 532
وفي الاستعمال الأخير اتحدت كلمة Satlre بالحيل والخدع أو الزخارف التي تنسب إلى الساطير Satyr وهي "جنية الحرجات" "الأساطير".
أما في الإنجليزية، فقد عزز هذا الاتحاد بين المعنيين ما نراه ملحوظا من الفوضى في تهجي الكلمتين[1].
وفي دائرة معارف "كاسل": "أن أول استعمال أدبي لهذه الكلمة يدل على نوع من النكتة والتشهير".
2- تعريف الهجاء وخصائصه:
يعرف بعض الباحثين الهجاء بأنه أدب غنائي يصور عاطفة الغضب أو الاحتقار والاستهزاء, وسواء في ذلك أن يكون موضوع العاطفة هو الفرد أو الجماعة أو الأخلاق والمذاهب، فالهجاء لا يصطنعه -كما يقول برونونبير- إلا وسيلة للتعبير عن طريقته في الحس والتفكير، معارضا طرق الآخرين في حسهم وتفكيرهم، تلك الطرق التي تثير بالمعارضة ذاتها غضبه أو سخطه واستشناعه أو خوفه واحتقاره أو استهزاءه.
وهذا التعريف يخالف المشهور عند نقاد العرب من وجهين:
الوجه الأول: شموله للشعر والنثر، والمشهور لا يكون إلا شعرا.
والوجه الثاني: أن موضوعه شامل الفرد والجماعة والأخلاق والمذاهب, والمشهور عندهم أنه مقصور على الأفراد[2].
ومما يؤيد هذا أن الجاحظ يسمي بعض رسائله النثرية هجاء, فيقول في مقدمة كتاب الحيوان[3]: وعبتني بكل ما كتبت إلى إخواني وخلطائي من مزح وجد، ومن هجاء لا يزال ميسمه باقيا، ومديح لا يزال ناميا ... إلخ. [1] مادة "Dictionary of world Literature p. 502 "Satire". [2] دائرة المعارف الفرنسية, والهجاء والهجاءون في الجاهلية ص14. [3] جـ1 ص3.
اسم الکتاب : قصة الأدب في الحجاز المؤلف : عبد الله عبد الجبار الجزء : 1 صفحة : 532