responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قصة الأدب في الحجاز المؤلف : عبد الله عبد الجبار    الجزء : 1  صفحة : 519
والنابغة ينسب إلى حبيبته صفات المرأة الحرة بنفي صفات الإماء عنها؛ فهي ليست من السود ولا تبيع قدور النحاس في المجتمعات:
ليست من السود أعقابا إذا انصرفت ... ولا تبيع بجنبي نخلة البرما1
والمزرد بن ضرار يقول عن المرأة الجميلة في نظره: إنها بيضاء، تميل إلى اللهو وإلى الغزل:
وبيضاء فيها للمحالم صبوة ... وفيها لمن يرنو إلى اللهو شاغل2
وكما وصفوا بالبياض, نجدهم أحيانا يصفون بالصفرة كما نجد عند قيس بن الخطيم:
صفراء أعجلها الشباب لداتها ... موسومة بالحسن غير قطوب3
والنابغة يرى من جمال حبيبته أن تكون صفراء, كثوب من حرير:
صفراء كالسيراء أكمل خلقها ... كالغصن في غلوائه المتأود4
ومفهوم أن مرادهم من وصف المرأة بالصفرة الغزل والتشبيب والابتهاج لمرأى هذه الصفرة, وإذًا فلا بد أن تكون الصفرة المحمودة هي التي تنشأ عن كسل المرأة وحسن التغذية. وهذا هو فهم من التغزل بالبياض أيضا، فليسوا يحمدون البياض الناشئ عن مرض وإنما هو بياض الصحة والشباب, كما نرى عند حسان إذ يصف بياض المرأة بالبرد:
يحملن حوا حور المدامع في الريـ ... ـط وبيض الوجوه كالبرد5
وقيس بن الخطيم يصف حبيبته ببياض الأسنان, وقلة لحم اللثة:
تنكل عن حمش اللثات كأنه ... برد جلته الشمس في شؤبوب6
ويصفون النهد بالبروز وطغيانه على الصدر, كما نرى عند النابغة:
والبطن ذو عكن لطيف طيه ... والنحر تنفجه بثدي مقعد7

1 ديوان النابغة 65.
2 المفضليات 1/ 92.
3 ديوانه.
4 ديوان النابغة 28.
5 ديوان حسان 13.
6 ديوانه 6.
7 ديوانه 28.
اسم الکتاب : قصة الأدب في الحجاز المؤلف : عبد الله عبد الجبار    الجزء : 1  صفحة : 519
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست