responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قصة الأدب في الحجاز المؤلف : عبد الله عبد الجبار    الجزء : 1  صفحة : 344
وروي أن النابغة الجعدي دخل على الحسن بن علي فودعه، فقال له الحسن: أنشدنا من بعض شعرك، فأنشد:
الحمد لله لا شريك له ... من لم يقلها فنفسه ظلما
فقال له: يا أبا ليلى، ما كنا نروي هذه الأبيات إلا لأمية بن أبي الصلت! قال: يابن رسول الله، والله إني لأول الناس قالها، وإن السروق من سرق أمية شعره[1].
وسألت عائشة -أم المؤمنين- من صاحب هذه الأبيات:
جزى الله خيرا من إمام وباركت ... يد الله في ذاك الأديم الممزق
فمن يستمع أو يركب جناحي نعامة ... ليدرك ما حاولت بالأمس يسبق
قضيت أمورا ثم غادرت بعدها ... بوائق في أكمامها لم تفتق
وما كنت أخشى أن تكون وفاته ... بكفي سبنتى أزرق العين مطرق؟
فقالوا: مزرد بن ضرار. قالت عائشة: فلقيت مزردا بعد ذلك، فحلف بالله: ما شهد تلك السنة الموسم[2].
حتى أبو بكر الصديق -رضي الله عنه- قد نحلوه الشعر. وقد روى الزهري عن عروة عن عائشة أنها قالت: كذب من أخبركم أن أبا بكر قال بيت شعر في الإسلام.
وقد تنبه كثير من الرواة العلماء في القرنين الثاني والثالث لأمر الوضع، حتى لا نكاد نجد أحدا من هؤلاء الثقات لا ينص على أن بيتا أو طائفة من الأبيات موضوعة منحولة.
2- ويمكن تقسيم الشعر الجاهلي من حيث الصحة والوضع إلى ثلاثة أقسام: الشعر الصحيح، والشعر المنحول، والشعر المختلف عليه.
1- الشعر الصحيح:
فأما الصحيح، فالواقع أن رواة الشعر قد أجمعوا على كثير من الشعر الجاهلي ولم يختلفوا إلا في بعضه؛ قال ابن سلام: وقد اختلف العلماء في بعض

[1] المرجع السابق: 106, 107, والأغاني 5/ 10.
[2] ابن سعد 3/ 241.
اسم الکتاب : قصة الأدب في الحجاز المؤلف : عبد الله عبد الجبار    الجزء : 1  صفحة : 344
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست