اسم الکتاب : قصة الأدب في الحجاز المؤلف : عبد الله عبد الجبار الجزء : 1 صفحة : 326
أعوذ برب الناس من كل طاعة ... علينا بسوء أو مُلِحّ بباطل
ومن كاشح يسعى لنا بمعيبة ... ومن ملحق في الدين ما لم نحاول1
وبالبيت حق البيت من بطن مكة ... وبالله إن الله ليس بغافل
وبالحجر المسود إذ يمسحونه ... إذا اكتنفوه بالضحى والأصائل
وموطئ إبراهيم في الصخر رطبة ... على قدميه حافيا غير ناعل
وليلة جمع[2] والمنازل من منى ... وهل فوقها من حرمة ومنازل؟
فهل بعد هذا من معاذ لعائذ ... وهل من معيذ يتقي الله عادل
يطاع بنا أمر العدا! ودَّ أننا ... يسد بنا أبواب ترك وكابل
كذبتم وبيت الله نترك مكة ... ونظعن إلا أمركم في بلابل3
كذبتم وبيت الله يبزى[4] محمد ... ولما نطاعن حوله ونناضل
ونسلمه حتى نصرع حوله ... ونذهل عن أبنائنا والحلائل
وينهض قوم بالحديد إليكم ... نهوض الروايا تحت ذات الصلاصل5
وينهض يستسقي الغمام بوجهه ... ثمال اليتامى عصمة للأرامل6
يلوذ به الهلاك من آل هاشم ... فهم عنده في رحمة وفواضل
لقد علموا أن ابننا لا مكذب ... لدينا ولا يعنى بقول الأباطل
حدبت بنفسي دونه وحميته ... ودافعت عنه بالذرا والكلاكل7
1 الكاشح: الذي يضمر العداوة. [2] جمع: هي المزدلفة، يجتمع فيها الناس قبل نزولهم منى.
3 نترك مكة أي: لا نتركها, والبلابل جمع بلبلة -بفتح الباءين- وهي الهم والوسواس. [4] يبزى أي: يقهر ويستذل، وهو من حذف حرف النفي.
5 الروايا جمع راوية، وهي الناقة التي تحمل الماء، وذات الصلاصل: بقية الماء في الروايا, القِرَب.
6 هذا وصف لرسول الله, صلى الله عليه وسلم. الثمال: المجا والغياث.
7 الحدب: العطف والإشفاق. ذروة الناقة: أعلى سنامها. كلكلها: ما بين محزمها إلى ما مس الأرض منها.
اسم الکتاب : قصة الأدب في الحجاز المؤلف : عبد الله عبد الجبار الجزء : 1 صفحة : 326