responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قصة الأدب في الحجاز المؤلف : عبد الله عبد الجبار    الجزء : 1  صفحة : 272
أي: إن إلياس كان قبل الهجرة بنحو 746 سنة، وقبل الميلاد المسيحي بنحو 124 سنة، وثمت تقدير آخر لتعيين زمن إلياس وهو الاعتماد على سلسلة النسب الطاهر للنبي "صلى الله عليه وسلم" الذي يبلغ ما بينه وبين عدنان اثنين وعشرين رجلا. ومدتها 22×40=880. وبحذف الأجيال الأربعة بعد مضر إلى عدنان يكون الباقي من الناس إلى النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" جيلا, ومدتها 18×40=720 سنة, أي: إن إلياس كان قبل الهجرة بنحو 720 سنة, وقبل الميلاد المسيحي بنحو 98 سنة[1].
والذي نريد أن نصل إليه -على افتراض صحة هذا التقدير أو ذاك؛ صحة نسبة المثل إلى إلياس- أن الأمثال العربية عامة, والأمثال الحجازية خاصة، ضاربة في القدم، وأن عمر هذا المثل أكثر من سبعة قرون، وأن إلياس أرسله في القرن الثامن قبل الهجرة.
وحديث هذا المثل فيما ذكر الكلبي[2] عن الشرقي بن القطامي، أن إبل إلياس ندت ليلا فنادى ولده وقال: "إني طالب الإبل في هذا الوجه" وأمر عمرا ابنه أن يطلب في وجه آخر، وترك عامرا ابنه لعلاج الطعام قال: فتوجه إلياس وعمرو، وانقطع عمير ابنه في البيت مع النساء, فقالت ليلى بنت حلوان امرأته لإحدى خادميها: اخرجي في طلب أهلك, وخرجت ليلى فلقيها عامر محتقبا صيدا قد عالجه، فسألها عن أبيه وأخيه فقالت: لا علم لي. فأتى عامر المنزل وقال للجارية: قصي أثر مولاك, فلما ولت قال لها: تقرصعي أي: اتئدي وانقبضي, فلم يلبثوا أن أتاهم الشيخ وعمرو ابنه قد أدرك الإبل فوضع لهم الطعام, فقال إلياس: السليم لا ينام ولا ينيم, فأرسلها مثلا, وقالت ليلى امرأته: والله إن زلت أخندف في طلبكما وآلهة. قال الشيخ: فأنت خندف, قال عامر: وأنا والله كنت أدأب في صيد وطبخ. قال: فأنت طابخة. قال عمرو: فما فعلت أنا أفضل, أدركت الإبل, قال: فأنت مدركة, وسمى عميرا قمعة لانقماعه في البيت. فغلبت هذه الألقاب على أسمائهم, ويضرب مثلا لمن لا يستريح ولا يريح غيره.

[1] الأسس المبتكرة لدراسة الشعر الجاهلي 105, 106.
[2] الميداني 1/ 352.
اسم الکتاب : قصة الأدب في الحجاز المؤلف : عبد الله عبد الجبار    الجزء : 1  صفحة : 272
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست