responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قصة الأدب في الحجاز المؤلف : عبد الله عبد الجبار    الجزء : 1  صفحة : 265
كالحكماء ورجال الدين، وتصدر عن روية وتفكير وإتقان، وهي بهذا كله تختلف عن الأمثال الشعبية. وهذا النوع من الأمثال يقترن في تاريخه الطويل بالكتابة والحكمة والتعليم الديني.
المثل القولي والمثل الكتابي, والفرق بينهما:
قسم بعض الباحثين الأمثال العربية إلى قسمين:
"الأول" المثل الشعبي أو القولي في مختلف صوره وأشكاله.
"والثاني" المثل الكتابي الذي تظهر فيه صنعة التركيب، ورؤية الكاتب, وتأمل المفكر[1].
ومن الملاحظ أن المثل الشعبي الذي يمثل الاتجاه العربي الخالص كان يرسم خطا واضحا في الاستعمال العام في تاريخ الأدب العربي, إلى أن ضعف النفوذ العربي في أواخر القرن الأول الهجري.
أما المثل الكتابي فهو يمثل خطا آخر واضحا تبدأ بواكيره في الجاهلية, ثم يزدهر بظهور الإسلام ونزول القرآن الكريم، وعناية المسلمين بالحكمة والتعليم الديني والدنيوي، ويشق هذا الاتجاه طريقه في خلال العصور[2].
فالمثل العربي القديم لم يخل من آثار كتابية، ولكنها كانت منحصرة في جانبين: أحدهما ما قام به الكتابيون من الآراميين والفرس من تشجيع لحركة جمع الأمثال وتدوينها، والثاني ما أودعه العرب في أمثالهم من حوادث وأفكار كتابية استمدوها من نصوص مدونة، أو من الأوساط الكتابية التي كانت تشغل مناطق من شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام.
وبالرغم من هذا التأثير الكتابي, ظل المثل العربي القديم محتفظا بطابعه، متميزا بصبغته، واستطاع سلطان اللغة أن يخضع هذه الأفكار أو تلك الموضوعات الكتابية فيصوغها في قالب عربي قديم.
فالتأثير الكتابي في المثل الشعبي القديم -حيثما وجد- تأثير جزئي لا يمس

[1] الأمثال في النثر العربي القديم صـ23, 24.
[2] الأمثال في النثر العربي القديم صـ23, 24.
اسم الکتاب : قصة الأدب في الحجاز المؤلف : عبد الله عبد الجبار    الجزء : 1  صفحة : 265
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست