اسم الکتاب : قصة الأدب في الحجاز المؤلف : عبد الله عبد الجبار الجزء : 1 صفحة : 155
[2]- وأن القول بعربيتهم هو المتفق مع تاريخهم.
3- وأن العبيد الذين كانت قريش تستعين بهم في حروبها, لم يكونوا من الأحابيش في شيء.
وقد لاحظ أن التفسير اللغوي لكلمة الأحابيش يفيد ثلاثة معانٍ خاصة:
1- الجماعة من الناس ليسوا من قبيلة واحدة.
2- التجمع والتأشب.
3- كثرة العدد ويكنى عنها بالسواد؛ لأن العرب تنعت الشيء إذا كثر وتكاثف بسواد اللون.
وهذا التفسير اللغوي يتمشى مع مدلول الأخبار الواردة في بيان أصل نظام الأحابيش. قال ابن إسحاق: والأحابيش: بنو الحارث بن عبد مناة بن كنانة، وبنو الهون بن خزيمة بن مدركة، وبنو المصطلق من خزاعة. وقال ابن هشام: "تحالفوا جميعا فسموا الأحابيش؛ لأنهم تحالفوا بوادٍ يقال له: الأحبش بأسفل مكة"[1]. ويقول صاحب معجم البلدان: "حبشي: جبل بأسفل مكة بنعمان الأراك، يقال: به سميت أحابيش قريش، وذلك أن بني المصطلق وبني الهون بن خزيمة اجتمعوا عنده وحالفوا قريشا، وتحالفوا بالله: إنا ليد واحدة على غيرنا ما سجا ليل ووضح نهار، وما رسا حبشي مكانه. فسموا أحابيش قريش باسم الجبل، وبينه وبين مكة ستة أميال ... "[2].
ومن هذه النقول التاريخية نأخذ أن الأحابيش:
1- كانت أحياء عربية تنتمي إلى كنانة وخزيمة وخزاعة.
2- أن هذه الأحياء تجمعت بوادٍ يقال له: الأحبش، أو عند جبل يقال له: حبشي, وتحالفت فسميت الأحابيش.
3- أنها حالفت قريشا على التناصر والتآزر، فالمدلول التاريخي لكلمة "الأحابيش" متمشٍّ مع مدلولها اللغوي. [1] سيرة ابن هشام, طبعة جوتنجن 245, 246. [2] معجم البلدان: حبشي.
اسم الکتاب : قصة الأدب في الحجاز المؤلف : عبد الله عبد الجبار الجزء : 1 صفحة : 155