responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي المؤلف : الجندي، علي    الجزء : 1  صفحة : 62
حالتهم السياسية
يجتمع المؤرخون على أن اليمن كان فيها نظام الملكية، وقامت فيها دول مختلفة، وكان لها حضارات ومدنيات أشرنا إلى بعض مما حكاه المؤرخون عن أوصافها. ولكن المدن والقرى الأخرى التي كانت في غيرها من شبه الجزيرة يبدو أن النظام السياسي في كل منها كان يختلف في بعضها عن بعض، وفي ذلك يقول الدكتور جواد علي[1]: "ويلاحظ أن بعض المدن والقرى، ولا سيما في العربية الغربية مثل مكة لم يكن عليها ملك، إنما يحكمها عدة رجال قسمت الأعمال بينهم. ولا يلقب زعيمم والمتنفذ فيهم بلقب ملك و"للملأ" وهم أصحاب الحل والعقد في البلد الحكم في الناس على وفق العادات والأعراف والقوانين الموروثة، ويكون لهم في البلد مجتمع خاص يكون ناديهم ومقر حكمهم، عرف بـ"دار الندوة" في مكة وبـ"المزود" عند أهل اليمن. ويمكن أن نقول إنه مجلس ذلك الزمن و"برلمان" ذلك العهد، وإن نظام الحكم في أمثال هذه المدن هو ما يقال له "حكومات المدن" عند المؤرخين الغربيين".
"أما يثرب حيث تنازع فيها الأوس والخزرج، فقد أراد كل فريق منهما أن يكون الحاكم من رجاله، وبعد جدل وحرب استقروا على أن يكون الحكم بينهما بالمناوبة. فيحكم في كل زعيم من زعماء الحي الواحد، يليه في العام الثانى زعيم من الحي الثاني، وشاءوا أن يكون "ملك" لقب الحاكم عندهم. وبذلك يكونون قد وضعوا لهم نظام التناوب في الحكم، فيكون لهذه المدينة ملك كل عام".
"وأما بقية المدن العربية فقد رأينا أن بعضها كان يحكمها عند ظهور الإسلام حكام يلقبون أنفسهم ملوكًا، وهم في الواقع مشايخ مدن، أو مشايخ مقاطعات، وكذلك كان يحكم العربية الجنوبية مثل حضرموت عدة مشايخ يلقبون بألقاب الملك".
"فكان هناك "ملوك" في اليمن والعراق والشام حيث الخصب الطبيعي وموارد الرزق

[1] تاريخ العرب قبل الإسلام جـ3 ص230.
اسم الکتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي المؤلف : الجندي، علي    الجزء : 1  صفحة : 62
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست