responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي المؤلف : الجندي، علي    الجزء : 1  صفحة : 449
وحدة المعاني وتنوع الصور: وفي الشعر الجاهلي تدور الموضوعات حول معانٍ كثيرة متعددة، وقد تعاور هذه المعاني كل شاعر تقريبًا، كل واحد يقول فيما قال فيه سابقه أو معاصره، وإنا لنجد كلا منهم يكثر كثرة ظاهرة في الحديث عن بعض الموضوعات، كالقبيلة، والمرأة، والخيل والإبل، وأدوات الحرب، والغزال، والظبي، والبقر، والحمر الوحشية. وهذا يدل على اتصال العربي الوثيق بهذه كلها، كما يدل من ناحية أخرى على شدة تأثره بها أكثر من غيرها.

البساطة في التفكير: والمعاني التي يتضمنها الشعر الجاهلي بسيطة، ليس فيها تعقيد، ولا غموض، فهي معالجة بطريقة ليس فيها عمق، ولا إغراق في التفكير، وقد يكون ذلك أيضًا راجعًا إلى طبيعة الحياة التي كانوا يحيونها، فقد كانت حياة فطرية بسيطة، خالية من التعقيد؛ ذلك لأنه لم يكن فيها شيء من شوائب المدنية التي من شأنها أن تعقد حياة أهلها، وتجعلها متشابكة متداخلة، فيها صعوبات ومشاكل تحتاج في حلها أو التغلب عليها إلى التعمق في التفكير، وإطالة البحث.
والحق أن المعاني التي جاءت في الشعر الجاهلي، يستطيع القارئ أو السامع أن يدركها، وأن يحيط بها لأول وهلة بمجرد أن يعرف قصد الشاعر، ولا يحتاج في ذلك إلى إعمال العقل. وكد الذهن، وما في هذه المعاني من جمال يبدو واضحًا لأن أصحابها كانوا يعيشون على الفطرة، في بساطة ووضوح.

الصلة بالبيئة: والأفكار مستقاة من البيئة الصحراوية، فمظاهر الصحراء. والحياة الجاهلية في ربوعها، مصورة في الشعر الجاهلي أحسن تصوير. كما سبق شرح ذلك. وهذا يدل على شدة اتصال العربي بهذه البيئة، وتأثره بها، وإحساسه التام بكل ما فيها. ودقة ملاحظته لكل ما حوله. والصور الشعرية كلها مأخوذة من البيئة، إما من ظواهر الطبيعة الصامتة أو الحية، وإما من مظاهر الحياة التي تجري أمامهم كل يوم، وإما من المختزن في مخيلتهم من الصور النابعة من البيئة الصحراوية، أو الصور التي يؤلفها خيالهم، وعليها طابع البيئة الصحراوية، أو أثر من آثارها، أو من وحيها وإلهامها.

اسم الکتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي المؤلف : الجندي، علي    الجزء : 1  صفحة : 449
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست