responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي المؤلف : الجندي، علي    الجزء : 1  صفحة : 437
لا تقولن إذا ما لم ترد ... أن تتم الوعد في شيء نعم
حسن قول نعم من بعد لا ... وقبيح قول لا بعد نعم
إن لا بعد نعم فاحشة ... فبلا فابدأ إذا خفت الندم
فإذا قلت نعم فاصبر لها ... بنجاح القول إن الخلف ذم
واعلم ان الذم نقص للفتى ... ومتى لا يتق الذم يذم
أكرم الجار وأرعى حقه ... إن عرفان الفتى الحق كرم
أنا بيتي من معد في الذرا ... ولي الهامة والفرع الأشم
لا تراني راتعًا في مجلس ... في لحوم الناس كالسبع الضرم576
إن شر الناس من يكشر لي ... حين يلقاني وإن غبت شتم577
وكلام سيّئ قد وقرت ... أذني عنه وما بي من صمم578
فتعزيت خشاة أن يرى ... جاهل أني كما كان زعم579
ولبعض الصفح والإعراض عن ... ذى الخنا أبقى وإن كان ظلم580
وأما خبراتهم بالحياة وثمرات تجاربهم، فقد أودعوها في حكمهم التي تكون في العادة ذات ألفاظ قصيرة ولكن معانيها كثيرة وقد سبق أن أشرنا عند الكلام عن النثر الجاهلي أن الحكم تأتي نثرًا وتأتي شعرًا، وهي في النثر أكثر، ولذلك تحدثنا عنها هناك. وهي في الشعر تأتي منتثرة في ثنايا القصائد حينما تحين الفرصة المناسبة لها في سياق الكلام وقد سبقت لها نماذج كثيرة في المعلقات، وفي الأمثلة الشعرية التي ذكرناها فيما سبق.
ومن ينظر فيها يجد أنها مستقاة من بيئتهم وحياتهم ونظراتهم في الحياة وفي الناس، وهي تدل من ناحية على صدق إحساسهم ودقة ملاحظاتهم، كما أنها تدل من ناحية أخرى على مقدرتهم الفنية القوية في التعبير والتصوير.

576 راتعًا: آكلا بشره. الضرم "بكسر الراء" الشديد النهم.
577 يكشر: يضحك ويبدي أسنانه.
578 الوقر: ثقل في الأذن، أو هو الصمم.
579 تعزيت: تصبرت. خشاة: خشية.
580 الخنا: العيب والفحش.
اسم الکتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي المؤلف : الجندي، علي    الجزء : 1  صفحة : 437
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست