responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي المؤلف : الجندي، علي    الجزء : 1  صفحة : 406
فقد كان ما دب بينه وبين النعمان بن المنذر من سوء تفاهم وقطيعة سببًا في إثارة شاعرية الاعتذار عند النابغة الذبياني، فقال، وأجاد، حتى اعتبره النقاد، مبدع هذا الفن. ومن اعتذارياته قوله381:
أتاني أبيت اللعن أنك لمتني ... وتلك التي أهتم منها وأنصب382
فبت كأن العائدات فرشنني ... هراسًا به يعلى فراشي ويقشب383
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة ... وليس وراء الله للمرء مذهب384
لئن كنت قد بلغت عني خيانة ... لمبلغك الواشي أغش وأكذب
ولكنني كنت امرءًا لي جانب ... من الأرض فيه مستراد ومذهب385
ملوك وإخوان إذا ما أتيتهم ... أحكم في أموالهم وأقرب
كفعلك في قوم أراك اصطنعتهم ... فلم ترهم في شكر ذلك أذنبوا
وإنك شمس والملوك كواكب ... إذا طلعت لم يبد منهن كوكب
فلا تتركني بالوعيد كأنني ... إلى الناس مطلي به القار أجرب386
ألم تر أن الله أعطاك سورة ... ترى كل ملك دونها يتذبذب387
ولست بمستبق أخا لا تلمه ... على شعث أي الرجال المهذب388
فإن أك مظلومًا فعبد ظلمته ... وإن تك ذا عتبى فمثلك يعتب389

381 ديوانه ص71
382 أنصب: أتعب تعبًا شديدًا. أبيت اللعن: أبيت أن تفعل شيئا تلعن بسببه.
383 الهراس: شجر كثير الشوك. العائدات: الزائرات للمريض. فرشنني: جعلن لي فراشًا مبسوطًا. يقشب: يجدد.
384 ليس وراء الله للمرء مذهب: ليس بعد الحلف بالله شيء.
385 مستراد: مكان يذهب فيه الإنسان كما يريد، كناية عن إكرام الغساسنة له في ديارهم. والمستراد من راد إذا خرج رائدًا لأهله. مذهب: مكان واسع الذهاب فيه.
386 القار: القطران.
387 سورة: منزلة. يتذبذب: يضطرب ولا يصل إليها.
388 شعث: فساد ونقص. تلمه: تجمعه وتضمه.
389 عتبى: عفو ورضا. يعتب: يعفو ويعطي.
اسم الکتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي المؤلف : الجندي، علي    الجزء : 1  صفحة : 406
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست