responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي المؤلف : الجندي، علي    الجزء : 1  صفحة : 401
وقال النابغة الذبياني يرثي النعمان بن الحارث بن أبي شمر الغساني[369].
فلا يهنئ الأعداء مصرع ملكهم ... وما عنقت منه تميم ووائل370
وكان لهم ربعية يحذرونها ... إذا خضخضت ماء السماء القبائل371
يسير بها النعمان تغلي قدوره ... تجيش بأسباب المنايا المراجل
يقول رجال يجلهون خليقتي ... لعل زيادا لا أبا لك غافل372
أبي غفلة أني إذا ما ذكرته ... تحرك داء في فؤادي داخل
وإن تلادي إن ذكرت وشكًّتي ... ومهري وما ضمت إلي الأنامل
حباؤك والعيس العتاق كأنها ... هجان المها تحدى عليها الرحائل373
فإن كنت قد ودعت غير مذمم ... أَواسي ملك ثبتتها الأوائل374
فلا تبعدن إن المنية منهل ... وكل امرئ يوما به الحال زائل
فما كان بين الخير لو جاء سالمًا ... أبو حجر إلا ليال قلائل375
فإن تحي لا أملل حياتي وإن تمت ... فما في حياة بعد موتك طائل
فآب مصلوه بعين جلية ... وغودر بالجولان حزم ونائل376

[369] ديوانه ص82.
370 عنقت: نجت، وذلك أنه كان يغزوهم فنجوا بموته، ويجوز أن يكون المقصود دعاء عليهم، أي لا هنأهم الله بموته ولا نجوا بعده.
371 ربيعة: غزوة الربيع، خضخضت: أى حركت الماء باستقائها منه بالدلاء وغير ذلك من آلات الماء.
372 زياد: اسم النابغة الذبياني.
373 حباؤك: هديتك. العيس: الإبل البيض. هجان المها: بيضها. تحدى: تساق: الرحائل: جمع رحالة، وهي السرج.
374 ودعت: فارقت. أواسي: جمع آسية وهي السارية والدعامة. يقول: إن كنت قد فارقت هذا الملك الذي كان آباؤك أورثوك إياه. فلم تفارقه وأنت مذموم، بل فارقته وأنت محمود ويتفجع عليك.
375 أبو حجر: كنية النعمان بن الحارث. يقول: لو سلم من الموت لكان الخير كله يقرب علينا ويجيء إلينا بمجيئه.
376 آب: رجع. المصلون: أصحاب الصلاة وهم الرهبان وأهل الدين. أو هم الذين أكدوا خبر موته، أخذًا من السابق والمصلى، فالسابق الذي يأتي أولا، والمصلى الذي يجيء بعده، فكان من أخبر بموته أولا لم يصدق إلى أن جاء اللاحق فأكد موته. بعين جلية: أي بخبر يؤكد موته. ويقصد بالشطر الثاني أنه دفن بالجولان، فكأن في القبر رجل كان حازمًا في أموره، ويعطي قاصده.
اسم الکتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي المؤلف : الجندي، علي    الجزء : 1  صفحة : 401
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست