responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي المؤلف : الجندي، علي    الجزء : 1  صفحة : 374
الهزيمة في الحروب، والجبن، والضعف، والفرار من الميدان، والقتل، والأسر، والسبي، ودفع الفدية، والنفي من الموطن، وخسة الأصل، ولؤم الطبع، والبخل، والشح والحرص، والاعتداء على الجار واللاجئ، والهرب من الضيفان، والحمق، والغدر، وإنكار الجميل، وكفران المعروف، وأخذ الدية، والجوع، وسوء الغذاء، وما كان العدو أو الخصم ليسلم من الهجاء والسب والذم مهما علا شأنه، ولو كان ملكًا، وهجاء طرفة والمتلمس لعمرو بن هند ملك الحيرة مشهور، وقد كان عمرو من أقسى الملوك، وأعنفهم. ويذكر الرواة لهما فيه هجاء مؤلمًا[178] عنيفًا. كذا هجاء عبد قيس بن خفاف البرجمي النعمان بن المنذر ملك الحيرة. وقد رأينا في معلقة الحارث بن حلزة هجاءً وتقريعًا في تهكم وسخرية، مما يدل على ذكاء وعبقرية. ومن أمثلة الهجاء ما يقوله أوس بن غلفاء الهجيمي التميمي، في هجاء يزيد بن الصعق الكلابي، ومنه179:
فأجر يزيد مذمومًا أو انزع ... على علب بأنفك كالخطام180
وإن الناس قد علموك شيخًا ... تهوك بالنواكة كل عام181
وإنك من هجاء بني تميم ... كمزداد الغرام إلى الغرام182
هم منوا عليك فلم تثبهم ... فتيلًا غير شتم أو خصام183
وهم ضربوك ذات الرأس حتى ... بدت أم الدماغ من العظام184
فإنا لم يكن ضباء فينا ... ولا ثقف ولا ابن أبي عصام185
ولا فضح الفضوح ولا شييم ... ولا سلماكم، صمي صمام186

[178] راجع ديوان طرفة والمتلمس.
179 المفضليات، ص 228.
180 العلب: أن تؤخذ حديدة أو نحوها فتحمى ويكوى بها الأنف حتى يقشر ويبدو العظم. الخطام: حبل يوضع في أنف البعير لإذلاله.
181 التهوك: التحير والتردد. أو السقوط في هوة التردي. النواكة: الحمق.
182 الغرام: الشر الدائم؛ وذلك لأن يزيد بن الصعق كان قد هجا بني تميم.
183 تثبهم: تكافئهم أو تجازيهم. فتيلًا: يقصد أدنى شيء.
184 ضربه ذات الرأس: أصاب أم رأسه. أم الدماغ: الجلدة التي تحيط بالدماغ وتجمعه.
185 ضباء: رجل من بني أسد كان جارًا لبني جعفر، فقتله بنو أبي بكر بن كلاب غدرًا فلم يدرك بنو جعفر بثأره ولم يدوا ديته. يقصد أن يتهكم بهؤلاء، أي لست من هؤلاء الذين غدر بهم فذهبت دماؤهم هدرًا.
186 هذه أعلام رجال. صمي صمام: يقال للداهية: "صمي صمام" مثل "قطام" وهي الداهية، أي زيدي.
اسم الکتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي المؤلف : الجندي، علي    الجزء : 1  صفحة : 374
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست