responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي المؤلف : الجندي، علي    الجزء : 1  صفحة : 362
فما زال حتى نالها وهو مشفق ... على موطن لو زل عنه تفصلا107
فأقبل لا يرجو الذي صعدت به ... ولا نفسه إلا رجاءً مؤملا
فلما قضى مما يريد قضاءه ... وحل بها حرصا عليها فأطولا
أمر عليها ذات حد غرابها ... رقيق بأخذ بالمداوس صيقلا
على فخذيه من براية عودها ... شبيه سفا البهمى إذا ما تفتلا108
فجردها صفراء لا الطول عابها ... ولا قصر أزرى بها فتعطلا
إذا ما تعاطوها سمعت لصوتها ... إذا أنبضوا عنها نئيمًا وأملا109
وإن شد فيها النزع أدبر سهمها ... إلى منتهى من عجسها ثم أقبلا110
وحشو جفير من فروع غرائب ... تنطع فيها صانع وتنبلا111
تخيرن أنضاء وركبن أنصلا ... كجمر الغضا في يوم ريح تزيلا112
فلما قضى في الصنع منهن فهمه ... فلم يبق إلا أن تسن وتصقلا
كساهن من ريش يمان ظواهرا ... سخاما لؤامًا لين المس أطحلا113
فذاك عتادي في الحروب إذا التظت ... وأردف بأس من خطوب وأعجلا
فإني رأيت الناس إلا أقلهم ... خفاف العهود يكثرون التنقلا
وإذا نظرنا في الوصف في الشعر الجاهلي نجد أنه على العموم، يعطينا صورة واضحة للمنظر الخارجي لكل ما وصفه الشعراء، حتى إن الموصوفات في جميع أحوالها تقريبا تكاد

107 تفصل: انفصلت أجزاءه بعضها عن بعض أي تقطع.
108 البهمى: نبات.
109 النئيم: الأنين، وهو صوت القوس والأسد والظبي. الأزمل: كل صوت مختلط. ورنين القوس: نبض في قوسه وأنبض: أصاتها. أو حرك وترها لترن.
110 العجس: مقبض القوس كالمعجس.
111 تنطع في عمله: تأنق وبالغ في صنعه. الفروع: جمع فرع، وفرع كل شيء: أعلاه، والقوس الفرع: التي عملت من طرف القضيب، وهي خير القسي، ويقال: قوس فرع وفرعة. واستنبل الماء: أخذ خياره، الجفير: الكنانة وهي جعبة السهام.
112 النضي: السهم بلا ريش ولا نصل. تزيل: تفرق وتطاير.
113 السخام: الريش اللين تحت الطير. لأم السهم: جعل عليه ريشا لؤامًا، وسهم لؤام عليه ريش لؤام، أي بعضه يلائم بعضا، بأن تكون بطن كل ريشة إلى ظهر الأخرى. الطحلة: لون بين الغبرة والسواد ببياض قليل.
اسم الکتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي المؤلف : الجندي، علي    الجزء : 1  صفحة : 362
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست