responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي المؤلف : الجندي، علي    الجزء : 1  صفحة : 352
كأن كناسي ضالة يكنفانها ... وأطر قسي تحت صلب مؤيد38
لها مرفقان أفتلان كأنما ... تمر بسلمي دالج متشدد39
كقنطرة الرومي أقسم ربها ... لتكتنفن حتى تشاد بقرمد40
صهابية العثنون مؤجدة القرا ... بعيدة وخد الرجل موَّارة اليد41
أمرت يداها فتل شزر وأجنحت ... لها عضداها في سقيف مسند42

38 الكناس: بيت يحتفره الوحش في أصل الشجر ليستكن فيه من الحر والبرد. والضالة: شجرة السدر البري، يشبه الفراغ الذي بين مرفقيها وزورها بكناسين في السعة، أي أن مرفقيها بعيدان عن إبطيها، وذلك أبعد لها من العثار، وأطر القسي: عطفها وانحناؤها. صلب: ظهر. مؤيد: قوي. إن هذه الناقة واسعة الإبطين، فهي مأمونة العثار، ولها ضلوع قوية منحنية تحت ظهر صلب متين، فهي شديدة، تتحمل مشاق السفر وآلامه.
39 أفتلان: فتلا فتلا، فهما مندمجان قويان. سلمي: مثنى سلم وهو دلو بعروة واحدة. دالج: سقاء يأخذ الدلو من البئر فيفرغها في الحوض. متشدد: شديد قوي. يقول هنا: ولهذه الناقة مرفقان شديدان بعيدان عن جنبيها فكأنها تمر مع دلوين من دلاء الدالجين الأقوياء. شبهها هنا بسقاء حمل دلوين إحداهما بيمناه والأخرى بيسراه فبانت يداه عن جنبيه.
40 القنطرة: الجسر وشبه الناقة بالقنطرة لانتفاخ جوفها، وشدة خلقها. الرومي: واحد الروم؛ وخصه بالذكر لأنه أحكم عملًا، أقسم: حلف. ربها: مالكها، لتكتنفن: ليحاطن بها من جميع نواحيها. تشاد: ترفع، يقال: "أشاد بذكره، إذا رفعه". والقرمد: الأجر، وهو أعجمي معرب. والمعنى: أن هذه الناقة في تراصف عظامها وتداخل أعضائها كقنطرة رومي يحب إتقان العمل، وقد حلف أن تبنى من كل ناحية بدقة وإحكام، ويشاد بناؤها بأقوى المواد وأصلبها، فجاءت متينة قوية محكمة.
41 صهابية: في لونها صهبة، وهي حمرة أو شقرة في الشعر، فتحمر ذفارى الناقة "أي ما خلف أذنيها". وعنقها وكتفاها وزورها وأوظفتها. العثنون: ما تحت لحييها، موجدة: موثقة شديدة، القرا: الظهر. الوخد: أن تزج بقوائمها وتسرع. ومعنى بعيدة وخد الرجل: أن تأخذ رجلها من الأرض أخذًا واسعًا سريعًا. موارة: من المور، وهو التحرك والجريان على وجه الأرض، وموارة اليد: ليست يدها كزة ولا جاسية فجلد كتفيها ومنكبيها لين يموج، فيداها تتحركان بسرعة في سهولة ويسر، فهذه الناقة في عثنونها صهبة، وفي ظهرها قوة، وحركات يديها ورجليها سهلة واسعة سريعة.
42 أمرت يداها: فتلت شديدًا، والفتل الشزر: الفتل عن اليسار، وهو أشد الفتل. أجنحت: أمليت حتى كأنها منكبة، السقيف: صفائح حجارة، والمقصود به هنا الزور، وهو وسط الصدر وما ارتفع منه إلى الكتفين، أي كأن زورها صفائح حجارة. مسند: أسند بعضه إلى بعض، أي شديد الخلق. والمعنى أن يدي هذه الناقة مفتولان فتلا قويًا، وقد أميلت عضداها تحت جنبين كأنها سقف أسند بعض حجارته إلى بعض.
اسم الکتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي المؤلف : الجندي، علي    الجزء : 1  صفحة : 352
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست