responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي المؤلف : الجندي، علي    الجزء : 1  صفحة : 22
العرب العاربة:
هذا لفظ مشتق من العرب، ربما يقصد به التأكيد للمبالغة، فالعاربة هنا إما بمعنى الراسخة في العروبة، كما يقال "ليل لائل، وصوم صائم"؛ وإما بمعنى الفاعلة للعروبية أو المبتدعة لها، لكونها أول أجيالها[6].
وهذا القسم يسمى أيضًا "العرب البائدة" بمعنى الهالكة، لأنهم بادوا ودرست آثارهم، ولم يبق على وجه الأرض أحد من نسلهم. ويذكر المؤرخون أن هذا القسم كان يتكون من شعوب كثيرة منها:
1- عاد: وكانت مساكنهم بالأحقاف "بين اليمن وعمان إلي حضرموت والشحر"، ويقال إنهم كان لهم دولتان عظيمتان: عاد الأولى، وعاد الآخرة، ويقولون إن عادًا الأولى كانوا أيام تحتمس الثالث من ملوك الدولة الثانية عشرة المصرية، ولما عظم أمرهم طغوا وبغوا، وعبدوا الأوثان، فبعث الله إليهم هودًا عليه السلام، فمنهم من آمن به. ومنهم من كفر، فأرسل الله على الكافرين ريحًا عاتية أهلكتهم ودمرت ملكهم، ونجى الله هودًا ومعه من آمن به وهم عاد الآخرة حتى انقرضوا.
ومن أعظم ملوك عاد: شداد الذى تنسب إليه أعمال عظيمة، وفتوح واسعة، منها بناء مدينة إرم في صحارى بلاد عاد، ويقال إنه كان تشييدها بالحجارة الكريمة، وتزيينها بالجواهر واللآلئ، ويقول ابن خلدون: "ليست هناك مدينة اسمها إرم وإنما هى خرافة، وإرم قبيلة لا مدينة"[7].
2- ثمود: وهؤلاء كانت ديارهم في الحجر ووادي القرى بين الحجاز والشام، وكان

5 وقد سار عليه السيوطي: المزهر جـ 1 ص 31.
[6] بلوغ الأرب جـ1 ص9.
[7] قلب الجزيرة العربية ص 211.
ولنأخذ الآن في بيان هذه الأقسام من وجهة نظر التقسيم الأخير، وهو عاربة ومتعربة ومستعربة:5 لخفته وسهولته.
اسم الکتاب : في تاريخ الأدب الجاهلي المؤلف : الجندي، علي    الجزء : 1  صفحة : 22
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست