اسم الکتاب : في النقد الأدبي المؤلف : علي علي صبح الجزء : 1 صفحة : 66
الشاعرية على جمال الوصف وأحكام النضج، وسلامة الأسلوب، وانتقاء الألفاظ، ولقد قالا الاثنان في وصف الربيع:
نزلت مقدمة المصيف حميده ... وبين الشتاء جديدة لا تفكر
مطر يذوب الصحو منه وبعده ... صحو يكاد من النضارة يمطر
غيثان: فالأنواء غيث ظاهر ... لكل وجهه والصحو غيث مضمر
يا صاحبي تقصيا نظريكما ... تريا وجوه الروض كيف تصور
وقال البحتري:
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكًا ... من الحسن حتى كاد أن يتكلما
وقد نبه النيروز في غسق الدجى ... أوائل وردكن بالأمس نوما
يفتقها برد الندى فكأنه ... بيت حديثًا كان قبل مكتما
ثمن شجر ردّ الربيع رداءه ... عليه كما ذكرت وشيًا منمنما
ورق نعيم الروح حتى حسبته ... يجيء بأنفاس الأحبة نعما
ولا يخفى على القارئ النصان فيرى ولوع أبي تمام وتكلفه بالمحسنات اللفظية وفن البديع، وولوعه بالطباق والجناس والمقابلة. وانظر: غيثان فالأنواء غيث ظاهر لك والصحو غيث مضمر، كما لا يخفى جمال التعبير وسهولة الألفاظ وقدرة التصوير عند البحتري. وانظر قوله أتاك الربيع الطلق البيت، وهكذا فاق البحتري سلفه وأستاذه.
اسم الکتاب : في النقد الأدبي المؤلف : علي علي صبح الجزء : 1 صفحة : 66