اسم الکتاب : في النقد الأدبي المؤلف : علي علي صبح الجزء : 1 صفحة : 40
والجواب1: إنما كانت هذه الدعوة زيا من أزياء العصر العباسي الأول، الذي يعيشه أبو نواس، والذي تفشي فيه شرب الخمر. والعكوف على الخمارات والعب منها، والحقيقة أن أبا نواس استبدل قيدًا بقيد، فلما مضى الزمن وجاء العصر العباسي الثاني وجدنا شاعره "المتنبي". يتحرَّر بالفعل، وفي أحيان كثيرة من مطالع الغزل لقصائد الشعرية. فيمدح سيف الدولة الحمداني، ويقول في مطلع قصيدته2:
على قدر أهل العزم تأتي العزائم ... وتأتي على قدر الكرام المكارم
فقد بدأها بالحكمة، ينتزعها من الجو الذي يسايره.
وإذا ما أراد المتنبي أن ينشئ قصيدة في العتاب ابتدأ بقوله:
أما لسيف الدولة اليوم عاتبا ... فداه الورى السيوف ضاربا
وهكذا نجد أن الذي تحرَّر من مطالع الجاهليين للقصيدة الشعرية حقًّا هو المتنبي في العصر العباسي الثاني. وليس أبا نواس الذي استبدل قيدًا بقيد.
اسم الکتاب : في النقد الأدبي المؤلف : علي علي صبح الجزء : 1 صفحة : 40