اسم الکتاب : في الأدب الحديث المؤلف : الدسوقي، عمر الجزء : 1 صفحة : 344
عرابي الخطيب الزعيم:
لقد أجمع الذين شهدوا عرابي خطيبًا، وحادثوه على أن جودة الكلام أهم مزاياه، وأنه كان محدثًا لبقًا ذا خلبةٍ وسيطرةٍ على النفوس، وأنه كان خطيبًا فصيحًا ذا تأثير كبير على سامعيه، وأن ذلك كان أكبر مقومات شخصيته.
يقول ماليت: "كان لحديثه أحسن وقع في النفوس"1، وكان مراسل التيمس يسميه: "الداعي الفصيح إلى الحرية العربية2"، ويرى بلنت "أنه كان فصيحًا قادرًا على شرح آرائه باللغة التي يفهمها مواطنوه ويحبونها, ومن ثَمَّ كان له نفوذ كبير3"، ويقول جريجوري: "ويظهر في بادئ الأمر أنه ثقيل، إلى أن يتأثر فتتقد عيناه، ويتكلم بشهامة، وأخبرني الذين يعرفون اللغة العربية أن فصاحته أشهر من أن تنكر4".
أما الشيخ محمد عبده: فكان يزدريه ويقول عنه في قصيدته التي هجاه بها:
وقائد الجند شهم في مكالمة ... أشل قلبًا إذا الهيجا تناديه
ومع ذلك يشهد له بأنه "كان أجرأ إخوانه على القول، وأقدرهم على إقامة الحجة5".
وعلى الرغم من أن الرافعي قد أنكر بعض مزاياه، فلم يسعه إلّا أن يعترف بقدرته الخطابية حيث يقول: كل ما امتاز به هو لسان ذلق، وصوت جهوريّ
1، 2 تاريخ المسألة المصرية, تيودور روتشين ترجمة العبادي وبدران ص142.
3 التاريخ السري, ص99.
4 الوطن: العدد 214.
5 تاريخ محمد عبده لرشيد رضا, ج1 ص192.
اسم الکتاب : في الأدب الحديث المؤلف : الدسوقي، عمر الجزء : 1 صفحة : 344