responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فنون التحرير الصحفي بين النظرية والتطبيق المقال الصحفي المؤلف : محمود أدهم    الجزء : 1  صفحة : 40
- والدستور العثماني وقف في مواجهة الصحف أولا، ولكنه في نفس الوقت سمح للمجلات بالذيوع والانتشار, في وقت لم تعرف فيه الأشكال والأنماط التحريرية الأخرى معرفة كاملة -كالحديث والتحقيق الصحفي مثلا- ومن ثم فقد كانت المقالات المتنوعة خاصة الأدبية والعلمية، والتي أنتجت بعد ذلك المقال الصحفي وتدرب كتابه أولا في مدرستيهما.
10- وكما حدث في مصر من اعتماد الاستعمار الإنجليزي على صحفه وصحافييه, فقد حدث أيضا بالنسبة للدول العربية الأخرى سواء في العهد التركي أو عهد الاستعمار الإنجليزي أو الفرنسي أو الإيطالي, ومن ثم فقد كان لا بد للصحافة الوطنية، ممثلة في كبار كتابها -وهم من قادة الفكر الوطني وزعمائه- كان لا بد من الرد بإنشاء الصحف والمجلات المعارضة، التي ترد أباطيلهم وتفند حججهم وميدان ذلك كله المقال "الوطني" أولا, مما دفعه إلى النمو والتطور من حيث الأغراض أو الأساليب معا.. لقد كان على هؤلاء أن يواجهوا في البداية السلطات العثمانية ثم الإنجليزية أو الفرنسية أو الإيطالية -وهو ما حدث بالفعل- بسلاح الصحافة وبأسلوب المقالة.
11- ولا يعني ذلك أن عهد "العثمانيين" كان شرا كله, فقد شهد -ضمن ما شهده- بعض المحاولات المخلصة لتجنيد الطاقات الإسلامية والعمل على حشدها في مواجهة رياح الشر التي تعصف بالعالم الإسلامي وتهاجم الدين نفسه, وتعمل على بث الفرقة والتجزئة والإقليمية بين دوله وأبنائه، ومن ثم فقد تصدى لها عدد من الكتاب الذين استمالهم العثمانيون إليهم، وكان سلاحهم في ذلك هو المقالة التي كانت دعوتها مرتفعة في مواجهة هذه الدعاوي, كما كتب بعض هؤلاء في استجابة نبيلة منهم للحيلولة دون القضاء على اللغة العربية والتراث القومي والتاريخ العربي نفسه, ولعل أبرز هؤلاء كان "أحمد فارس الشدياق".
بل إننا في الواقع -ومن منطلق صدق- لا يمكننا أن نتجاهل بحال من الأحوال دور عدد من الولاة الأتراك الذين يبعدون كثيرا بأفكارهم وانتماءاتهم وبذرة الإصلاح في صدورهم عن صورة الوالي التركي التقليدية.
نذكر في مقدمتهم "محمد علي باشا"، و"إبراهيم باشا" وحيث كانت فترة ولايته للشام من أفضل الفترات على الرغم من تسامحه مع الأجانب والاستغلال السيئ من جانب هؤلاء لهذا التسامح, بل من يستطيع أن ينكر أثر "مدحت باشا" على

اسم الکتاب : فنون التحرير الصحفي بين النظرية والتطبيق المقال الصحفي المؤلف : محمود أدهم    الجزء : 1  صفحة : 40
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست