اسم الکتاب : فنون التحرير الصحفي بين النظرية والتطبيق المقال الصحفي المؤلف : محمود أدهم الجزء : 1 صفحة : 250
د- خصائص:
ومن خلال المقدمات السابقة في مجموعها، وتأسيسا عليها، لا سيما ما يتصل منها باختصاص هذا الفن الصحفي المقالي، أو هذا "النمط التحريري"، على اختلاف صوره وأشكاله ومضامينه، بما أسميناه "المستوى الصحفي العام" من مستويات التعبير اللغوي، وكذا من خلال اختصاصه بهذه "الأسس الفنية البلاغية" التي ذكرتها السطور القليلة السابقة وبعد "توظيفها" لا لتكون في خدمة البلاغة بمعناها الأدبي، وإنما بمفهومها "الاتصالي" أو "الإعلامي" الإنساني ومجاله هنا "المقال الصحفي".
العربي "عبد الله بن المعتز" الذي يصفها بأنها "البلوغ إلى المعنى ولما يطل سفر الكلام"[1] حيث يشترك في ذلك محرر الأخبار، مع محرر المقال القصير أو مقال العمود بأنواعه المختلفة بصرف النظر عن اهتمامه الأول بعنصر الحدث ووقائعه، واهتمام الثاني بالأفكار والمعاني أولا.
- كما نذكر كذلك، ومما جذبنا إليه بشدة، سطورا من "درة كتب البلاغة العربية" ونعني به هنا كتاب "الصناعتين" يقول فيه مؤلفه[2]: "إن الكلام إذا كان لفظه حلوا عذبا وسلسا سهلا، ومعناه وسطا، دخل في جملة الجيد، وجرى مع الرائع النادر، وإذا كان المعنى صوابا واللفظ باردا فاترا -والفاتر شر من البارد- كان مستهجنا ملفوظا ومذموما مردودا" وحيث يمكن أن تصبح هذه الكلمات بمثابة منار لكتاب المقالة لا سيما المقالات الوصفية ومقالات الرحلات والاعترافات والتجارب الخاصة وغيرها، تلك المقالات "الذاتية" أو التي يغلب عليها هذا الطابع.
- وقريب من ذلك، ومما جذبنا إليه أيضا، ومما يمكن أن يصدق على أنواع أو أنماط ومستويات الكتابة الصحفية بشكل عام، أو على "المستوى الصحفي العام" كما عبرنا عنه من قبل، قول أحد رواد تدريس البلاغة وهو يعدد خصائص الأسلوب البليغ: "وأن أبرز صفاته ترجع إلى ثلاث:
أولا: الوضوح، ثانيا: القوة أقصد التأثير، ثالثا: الجمال لقصد الإمتاع أو السرور[3]. [1] المصدر السابق ص15. [2] أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل العسكري، من الأهواز وعاش ببغداد والبصرة، عالم بالفقه واللغة والأدب والشعر وله غير "الصناعتين" العديد من الكتب من أشهرها: "جمهرة الأمثال" و"ديوان المعاني". [3] أحمد الشايب: "الأسلوب" ص45.
اسم الکتاب : فنون التحرير الصحفي بين النظرية والتطبيق المقال الصحفي المؤلف : محمود أدهم الجزء : 1 صفحة : 250