اسم الکتاب : فنون التحرير الصحفي بين النظرية والتطبيق المقال الصحفي المؤلف : محمود أدهم الجزء : 1 صفحة : 202
حتى وإن كانت المادة الإخبارية هي ميدان عمله الأساسي أو القديم, إلا أنه عندما يجلس إلى كتابة هذا النوع من المقالات فإن عواطفه وأحاسيسه تقدم وتكاد تسيطر عليه, كما أن أكثر كتابه يتميز بطابع الفنان الذي يريد التعبير -في صدق- عن مشاعره، فضلا عن الكتاب الأدباء أصلا, وجميعهم يقدمون للقارئ ما يرى فيه نفسه وما يتحدث بلسانه، وما يضع يده على مواطن المتعة والراحة النفسية, وكم نحن في حاجة إلى أمثالهم, حتى وإن كان بعضهم يغلب "الأنا" ويقدمه.
على أنني أقول إن من الملاحظ أن الكثرة من هؤلاء الكتاب -والحمد لله- تعرف جيدا، وتقوم أيضا بالربط الوثيق بين "الأنا" وبين اهتمامات القراء ومصالحهم وتحاول تحقيق التوازن بينهما.
8- وخصائص عديدة: وهناك عدة خصائص وعوامل وعناصر نجاح أخرى ينبغي أن تتوافر في هذه المقالات، نجملها هنا في الآتي:
أ- أن يكون الطابع السائد والنغمة الطاغية على هذا المضمون هو طابع مقال اليوميات ونغمته وليس طابع مقال آخر غيره، وبالتالي ليس الطابع الإخباري أو النغمة الإخبارية، كما أنه ليس الطابع التقريري وما إلى ذلك كله.
ب- أن يتناسب المضمون مع المساحة المتاحة لنشر هذه المقال، ومن ثم يقع نفس التناسب بين فقراته، من فقرة إلى أخرى.
جـ- أن يكون المضمون نفسه مما يتصف بالوضوح والإشراق وليس الغموض أو الإهام.
د- أن يحدث التوازن المطلوب بين "الإضافات المشوقة والمثيرة"[1] التي تتصف بها عادة المادة الصحفية، وبين الإبقاء على قدر محترم وبارز ومفيد من المضمون المقالي, أو في تعبير آخر، أن يحدث هذا القدر من التوازن بين فكر الكاتب وتعبيره، وبين شكل المقال ومضمونه, علما بأن هذه الإضافات المشوقة, وهذا التعبير هنا هو بقلم الكاتب نفسه وليس بقلم أحد غيره.
هـ- وعندما يتعرض الكاتب لبعض المسائل العلمية، أو الحقائق المقررة والثابتة، [1] قاروق خورشيد: "هموم كاتب العصر" ص7.
اسم الکتاب : فنون التحرير الصحفي بين النظرية والتطبيق المقال الصحفي المؤلف : محمود أدهم الجزء : 1 صفحة : 202