اسم الکتاب : فنون التحرير الصحفي بين النظرية والتطبيق المقال الصحفي المؤلف : محمود أدهم الجزء : 1 صفحة : 153
أن يهدم بعض أركان "فلسفة الأعمدة" من أساسها.
- ولأن العنوان يقوم بدوره الهام من أجل جذب القراء إلى قراءة المقال، كما يقوم بعقد صلة التعارف ويدعمها بين القارئ والمقال نفسه، بالإضافة إلى الدلالة على نوعية العمود الصحفي وعلى اهتمامات كاتبه، وعلى موضوعه أو موضوعاته والاتجاهات التي تسوده، فضلا عن الدلالة على شخصية الكاتب نفسه وفكره, وذلك كله بالإضافة إلى ما يمكن أن يقدمه هذا العنوان نفسه من "خدمات" لسكرتير التحرير تتصل عن قرب بجوانب الجمال والإشراق في الصفحة وباعتباره ركيزة هامة من ركائزها أحيانا, أو من ركائز نصفها أو ربعها -وفق مكان العمود- وقبل ذلك كله؛ لأن عنوان العمود ركن هام من أركان "فلسفته" وقيامه بدور الصلة المستمرة والرابطة القوية والمدعمة بين القارئ والعمود، من أجل ذلك كانت هناك عدة ملامح وخصائص وشروط أيضا تتصل بتحرير هذه الوحدة الهامة وينبغي توافرها بالنسبة لها تلك هي:
1- أن يستقر أولا وبادئ ذي بدء على نظام واحد ثابت للعنوان, كأن يكون -مثلا- عنوانا واحدا يقوم بمقام "اسم" المقال، وينشر كل يوم في نظام ودقه، فإذا كان لا بد من عنوانين هذا الأول الثابت والآخر المتغير بتغير الموضوعات والمقالات، فينبغي أيضا الحفاظ على هذا النظام والدقة في تنفيذه، وهكذا وإن كنا نفضل في حالة قيام محرر واحد بكتابته يوميا أن يكون له هذا العنوان الواحد الثابت المنتظم؛ لأنه الأكثر اقترابا من فلسفة الأعمدة الصحفية من حيث:
2- أن يكون هذا العنوان -الذي هو بمثابة اسم للعمود- الذي جرى الاستقرار عليه مختصرا كل الاختصار، بحيث يتكون من كلمة واحدة مثل: "كلمة، صواريخ، غرابيل، فكرة ... إلخ" أو من كلمتين مركبتين مثل: "نحو النور، آخر العمود، خاطر الصباح، في الصميم, آراء حرة.. إلخ" ويستحسن ألا يزيد عن ذلك، فإذا زاد عن ذلك فهي ثلاث كلمات قصار، أو هما كلمتان فقط يضاف إليهما حرف هام أو أداة استفهام أو إشارة أو نحو ذلك مثل: "ما قل ودل, دخان في الهواء، من غير سياسة" وصحيح أن هناك -كما كان هناك أيضا- ذلك العنوان الثابت المكون من أربع كلمات مثل: "نقطة فوق حرف ساخن, مع قرائي كل صباح: صحيفة الجمهورية المصرية" ولكننا لا نميل كثيرا إلى اتباع ذلك.
اسم الکتاب : فنون التحرير الصحفي بين النظرية والتطبيق المقال الصحفي المؤلف : محمود أدهم الجزء : 1 صفحة : 153