اسم الکتاب : فنون التحرير الصحفي بين النظرية والتطبيق المقال الصحفي المؤلف : محمود أدهم الجزء : 1 صفحة : 148
وحدهم، فبالإضافة إلى أن حديثنا خلال هذه الصفحات يركز بالدرجة الأولى على الصحف والمجلات "العامة" و"السيارة" وليست المتخصصة أو المهنية أو الفنية، فإن ما يكتب فوق صفحات هذه الجرائد والمجلات ينبغي أن يكون لكل القراء، وصحيح ومن المعروف ومن المعترف به أيضا أن كل محرر يعرف نوعية القراء الذين يمكن أن تستقطب مادته التحريرية اهتماماتهم، وأن هناك المواد التحريرية العديدة -خاصة المقالات- تمر بها كثرة من القراء من الكرام، كل ذلك صحيح، ولكن من الصحيح أيضا أن على كاتب العمود المتخصص أن يعرف أنه لا يكتب للمتخصصين وحدهم، وأنه لا يمكنه إقامة سور أو حائط أو سياج يحول بين مادته وبين غير هؤلاء من القراء، بل من الصحيح أن يحاول اكتساب هؤلاء نحو بابه أو زاويته أو صفحته، وبالتاي نحو عموده، بل كثيرا ما يكون هذا العمود نفسه هو عنصر جاذب نحو الملزمة أو الصفحة أو الباب في مجموعه، بل إن في "كسبه" لقارئ جديد لمادته المتخصصة بعض علامات النجاح، وتحقيق الهدف من الباب كله، بل من الصحيفة كلها.
أريد بذلك أن أقول إن على كاتب العمود المتخصص أن يعرف أن من أهم معالم النجاح المرتبطة بعموده:
- أن يحسن اختيار موضوعه الهام الساخن القائم في الأذهان, والذي يكون مثار فكر الكثيرين, أو قائما في أذهانهم ومتداولا في مناقشاتهم.
- أن يعرف كيف يربط بين هذا الموضوع وبين واقع القراء، وحياتهم، ومشكلاتهم أيضا.
- في لغة سهلة وواضحة، لا تجعل القارئ يهرب من العمود أو الباب كله أو الصفحة جميعها.
- مع شرح واف للمصطلحات المستخدمة، أو تبسيطها تبسيطا يتيح فهمها على مستوى القراء عموما.
أما الموضوعات الجافة، والكتابة للغرض العلمي أو المهني، والتعمق واستعراض العضلات في موضوع متخصص، فإن على محرره أن ينتقل -بكل هذا- وقبله للغة العلم ومصطلحاته ونظرياته ومعادلاته، إلى الدوريات المتخصصة التي تصدرها
اسم الکتاب : فنون التحرير الصحفي بين النظرية والتطبيق المقال الصحفي المؤلف : محمود أدهم الجزء : 1 صفحة : 148