اسم الکتاب : فنون التحرير الصحفي بين النظرية والتطبيق المقال الصحفي المؤلف : محمود أدهم الجزء : 1 صفحة : 124
ولأنه -في النهاية- العصر الذي تقوم فيه الصحف -أو ينبغي أن تقوم فيه- بالأدوار السابقة في مجموعها، بدءا بالدور الإعلامي الإخباري، ومرورا بالدور التفسيري، وحتى دور الإمتاع والمؤانسة.
لأن العصر هو عصر ذلك كله، فقد كان على الصحف أن تتحول إلى الأخبار الصغيرة والمتوسطة وإلى أسلوبها التلغرافي الذي يعد الكلمات عدا، أو يزنها بميزان حساس، تماما كما كان عليها وحتى يمكنها أن تحافظ على وجودها نفسه، على كيانها ذاته، وإلا أصبحت غريبة او شبه غريبة، أو تعيش بمعزل عن هذا الطابع اللاهث السريع، كان عليها أن تقدم "صياغة عصرية مناسبة" أو أكثر مناسبة، للمادة المقالية، وعلى طريقة "ما قل ودل" أو كما يقول البلغاء "دلالة قليل على كثير".
وحيث جاءت هذه الصياغة الجديدة في شكل "المقال المختصر" بفتح التاء والصاد ذلك الذي أطلقت عليه عدة أسماء من بينها أو أهمها: "المقال القصير، المقال العمودي، مقال العمود، العمود الصحفي" ... إلخ.
- تعريف:
وبعد هذه الإشارة السريعة إلى الفلسفة التي تكمن وراء الحاجة إليه أو الدافع إلى وجوده ونشره، فإننا نتوقف قليلا عند بعض التعريفات الدالة عليه، من تلك التي قدمها نظريون أو تطبيقيون، أو ما توصلنا إليه عبر دراساتنا الخاصة، لتكون هي نفسها -بالإضافة إلى المادة المنشورة فوق الصفحات- بمثابة دليلنا العملي الذي يقودنا إلى خصائص هذا النوع من أنواع المقالات ماذا تقول هذه التعريفات؟ أن العمود الصحفي هو:
- "إذا قلنا إن المقال الصحفي العادي هو المائدة الحافلة بألوان الطعام فإن العمود هو الطبق الرئيسي فيها، وأحيانا يكون مثل "السندويتش" الذي يتناوله الإنسان وهو في طريقه إلى عمله، أو يجلس إلى مكتبة أو يشاهد المباراة في الملعب، ولكنه يجب أن يكون مليئا بالفيتامينات شهيا ولذيذ الطعم وحلو المذاق أيضا"[1]. [1] من حديث خاص أدلى به إلي الباحث المرحوم الأستاذ علي أمين صاحب ورئيس تحرير أخبار اليوم ومحرر عمود "فكرة" أشهر أعمدة الصحافة العربية الحديثة وذلك في يناير 1976.
اسم الکتاب : فنون التحرير الصحفي بين النظرية والتطبيق المقال الصحفي المؤلف : محمود أدهم الجزء : 1 صفحة : 124