responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فن المقال الصحفي في أدب طه حسين المؤلف : عبد العزيز شرف    الجزء : 1  صفحة : 83
منها سببان "آخران التغيير والسأم.. كان هذه المجلة أول ما صدرت قوية عفية خصبة فأصبحت حاجة، ثم اعتراها ما يعتري الكائن الحي من الوهن والانحلال فصارت فضيلة.
"فقال طه بعد نقاش طويل، أنت وشأنك.. أما شأني فهو المقال الذي أكتبه، والرأي الذي أراه.. وكان يظاهرني على تفاؤلي أصدقائي الأدنون من لجنة التأليف والترجمة والنشر، فكانوا بهذه الظاهرة نقطة الارتكاز ومبعث المدد"[1].
وحين عُيِّنَ طه حسين في "كوكب الشرق" خُوطِبَ في شأن الزيات فقبل نيابة عنه، ولكن الزيات هاله الأمر إشفاقًا على المجلة الوليدة التي أحاطت بمولدها الأماني، فيعرض المسألة على أعضاء لجنة التأليف الذين أيدوا الزيات فترك طه حسين الرسالة مغضبًا، واضطلع بها الزيات يعاونه رجال الفكر[2] من أعضاء لجنة التأليف, ثم أخذ طه حسين ينازل توفيق الحكيم في "الوادي" تحت عنوان "أخلاق الأدباء" نزالًا هدَّدَ بقطع الصلة بينهما، ولما كانت "الرسالة" قد شهدت مولد الحكيم الأدبي, ونشرت تقديم طه حسين له، فقد نشر الزيات فيها مقال "أخلاق الأدباء" ليعرف قراء الرسالة النهاية بعد أن عرفوا البداية على صفحاتها, فأحنق ذلك طه حسين وهاجم الزيات أيضًا في "الوادي" تحت نفس العنوان "أخلاق بعض الأدباء", فرَدَّ عليه الزيات تحت عنوان "بين أسلوبين" في سنة 1934, وكانت هذه المقالات من المساجلات الأدبية التي كان لها دويّ في ذلك الحين شغلت الرأي الأدبي العام. كما شهدت "الرسالة" المقالات النقدية والقومية لطه حسين بين سنتي 1936، 1939، وشهدت معركة مع العقاد "لاتينيون وسكسونيون", وفصول "على هامش السيرة" قبل نشرها في كتاب.
على أن احتجاب "الرسالة" من الأمور التي أسف لها طه حسين أسفًا عميقًا، في مقال بعنوان "لا بأس"[3] يقول فيه: "رأيت مصرع صحيفتين

[1] أحمد حسن الزيات: وحي الرسالة جـ4 ص72، 73, ومما يذكر في صدر صدور الرسالة أن الخطاط الذي عُهِدَ إليه أن يعلن مولدها على الجدران نظر في الإعلان الذي كلف بكتابته فإذا به مسطور على هذا النحو: "مجلة الرسالة, يحررها الزيات وطه حسين، وعرت الخطاط هزة أمام الاسمين الكبيرين, ورأى من سوء الأدب أن يكتبهما بلا ألقاب عرفها الناس لهما؛ فتطوع بإضافة الأستاذية وكتب مجودًا: مجلة الرسالة، يحررها الأستاذين الزيات وطه حسين, وكانت "قفشة" تلقفتها مجامع العاصمة, واحتشدت لها قدرتنا على التفكه والدعابة، فكان ذلك خير إعلان عن المجلة الجديدة مكن لها من الرواج- الدكتورة نعمات فؤاد: قمم أدبية ص181.
[2] المرجع نفسه ص83.
[3] الأهرام في 23 فبراير 1953.
اسم الکتاب : فن المقال الصحفي في أدب طه حسين المؤلف : عبد العزيز شرف    الجزء : 1  صفحة : 83
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست