اسم الکتاب : فن المقال الصحفي في أدب طه حسين المؤلف : عبد العزيز شرف الجزء : 1 صفحة : 152
على الإنسان وكنت أعجب بقدرة الإنسان على إصلاح ما أفسدت يد الإنسان".
فالمقال الوصفي إذن -عند طه حسين- نواة لفن التقرير الصحفي، من حيث أنه فن "التنوير والتثقيف بأسلوب جديد يصل إلى كافّة الأفهام، وهو فن يختلف عن فن الكتاب العادي؛ لأنه ينطوي على تحرير صحفي، وفنٍّ تصويري، وتجسيد للمعاني، وتبسيط الحقائق، مع تيسير الفهم لكافة المستويات الثقافية"[1]. ولذلك يذهب طه حسين إلى التوسُّل بفن الرسائل التقريرية، كما تبيَّن في رسائل "من باريس"، وكما يتوسَّل بفن الحديث الصحفي، في إطار الواقع العملي، والتعبير عنه باصطلاحات مبسَّطة مع الابتعاد عن الاصطلاحات العملية والفنية المجردة.
ويبين اهتمام طه حسين بفنِّ الحديث الصحفي ومكانه من رؤياه الصحفية في مقالٍ نقله في "الكاتب المصري" لـ "إميل لدفيج"2، الكاتب الألماني الشهير، نشره في "ريفي دي باري" عدد ديسمبر 1946 عن فن الأحاديث الصحفية، ويذهب من عرضه إلى أن هذا الفن من أمتع الوسائل الصحفية، وأنه ليس مجرد نقل حديث كما قيل حرفيًّا، بل إنه يحتاج إلى فن وأسلوب أكثر مما يعتقد القارئ3. الأمر الذي يميز هذا الفن التحريري في صحافة طه حسين، كما يبين من الحديث الذي اشترك مع مصطفى عبد الرازق في إجرائه مع "تاجور" ونشرته السياسية الأسبوعية بعنوان: "ساعة مع تاجور"[4], وهو من هذه الناحية فن جديد، يشترك في إجرائه كاتبان، بحيث يمكن أن نسميه "حديثًا حواريًّا" يمتاز بخصائص مسرحية أشار إليها "لودفيج" في فن الحديث[5]، حيث يبين أن الحديث الحواري جاء مدروسًا، تظهر فيها خصائص "تاجور", وتكشف الأسئلة عن جذب اهتمامه، بحيث يتخطَّى الحديث مرحلة "السؤال والجواب"، إلى أن يكون طريقة جديدة في الحديث تكشف عن حالة المتحدث العقلية عند الإفضاء.
فيذهب طه حسين ومصطفى عبد الرازق في إجراء حديثهما مع "تاجور" عند زيارته لمصر، إلى التوسل بالملاحظة والقدرة على الوصف والتصوير وإدارة الحوار، بحيث تغني المقدمة التصويرية للحديث عن "الصور الفوتوغرافية" التي أشار إليها "لودفيح". [1] الدكتور إبراهيم إمام: مرجع سبق ص24.
2، 3 مجلة الكاتب المصري فبراير 1947. [4] السياسة الأسبوعية في 4 ديسمبر 1926. [5] الكاتب المصري فبراير 1947.
اسم الکتاب : فن المقال الصحفي في أدب طه حسين المؤلف : عبد العزيز شرف الجزء : 1 صفحة : 152