اسم الکتاب : فن الكتابة الصحفية المؤلف : فاروق أبو زيد الجزء : 1 صفحة : 62
- عادة أستقبل الزوار من الشخصيات السياسية، ثم أعمل وأتأمل، وأحيانا أتنزه، سيرًا على الأقدام، في الغابة القريبة برفقة رجال الأمن طبعًا؛ إذ على المرء أن يهتم بصحته قبل كل شيء.
- بعد محاولة الاغتيال التي أدت إلى مقتل بعض رجال الأمن الفرنسيين، هل تشعر بأن لك الحق في متابعة نشاطك السياسي هنا؟
- أنا لا أعتبر نفسي مطلقًا لاجئًا سياسيًّا؛ بل مسافر بلا حقيبة، وأكثر من ذلك لم أقدم على أي عمل يستدعي توقيفي أو اعتقالي على الأرض الفرنسية.
- لكنك حرضت الشعب الإيراني؟
- صحيح، لقد أسست حركة المقاومة الوطنية الإيرانية؛ لكن عندما كنت رئيسًا للحكومة في طهران، كان الخميني في فرنسا يمارس حريته وبطريقته الخاصة، فيستقبل من يشاء من الزوار بمعرفة الحكومة الفرنسية، إضافة إلى ذلك أنا أشعر بأنني في وطني هنا، برغم التهديدات الكثيرة. ففرنسا بلدي الثاني، وأنا أقول ذلك برغم التسامح الذي أظهره هذا البلد عندما كان الخميني لاجئًا في "نوفل لوشاتو". وهذا يعني أنني لم أقم حتى الآن بتنظيم أي حركة بالمعنى الصحيح للكلمة؛ بل قصدت فقط أن أجعل النداء الذي وجهته مسموعًا؛ إذ إن الناس باتوا في النهاية قادرين على التغلب على مخاوفهم وعدم البقاء صامتين. أنا لم أقم حتى الآن بإنشاء حركة؛ لأنني أنتظر انتشار السخط والاستياء بين الإيرانيين، هل تعلمون أنه جرى التخطيط للمقاومة الفرنسية بعد ثلاث سنوات على نداء ديجول الشهير؟ إنني أشعر بالثقة المتزايدة؛ لأن الشعب الإيراني بدأ يدرك أن الخميني ليس الشخص الذي حلموا به زمنًا طويلًا، ولا المنقذ الذي كانوا ينتظرونه.
اسم الکتاب : فن الكتابة الصحفية المؤلف : فاروق أبو زيد الجزء : 1 صفحة : 62