اسم الکتاب : فن الكتابة الصحفية المؤلف : فاروق أبو زيد الجزء : 1 صفحة : 39
وفي قالب الهرم المقلوب يفضل أن تحتوي المقدمة على أبرز الأخبار التي يتضمنها الحديث، وذلك في الأحاديث الصحفية التي يغلب عليها الطابع الخبري.. أما الأحاديث التي يغلب عليها طابع الرأي، فيفضل أن تحتوي المقدمة على إبراز الآراء التي أدلت بها الشخصية التي يُجْرَى معها الحديث[1].
أما جسم الحديث الصحفي فكثيرًا ما يأتي على شكل س وج، وإن كان يعيب هذا الشكل أنه صار شكلًا تقليديًّا في الصحافة المعاصرة ويحاول البعض تجنبه. ولكن يظل هذا الشكل هو أفضل الأشكال عندما يُجْرَى الحديث مع الشخصيات السياسية الهامة مثل: زعماء الدول وكبار رجال السياسة، وذلك لضمان الدقة في نقل التصريحات التي تدلي بها هذه الشخصيات الهامة، وحتى لا يساء تأويلها إذا قام المحرر بسردها أو تلخيصها.
أما محاولات التجديد في كتابة جسم الحديث الصحفي، فهي تتنوع وتتسع يومًا بعد يوم.. وعلى سبيل المثال، فإن جسم الحديث الصحفي قد اتسع ليشمل بجانب الشكل التقليدي القائم على س وج قيام المحرر في بعض الحالات بتلخيص إجابات المتحدث بدلًا من سردها كاملة كما ذكرها المتحدث بنفسه. كذلك اتسع هذا التجديد ليشمل قيام المحرر بالمزاوجة بين التلخيص والاستشهاد بنصوص كاملة من أقوال المتحدث أو اقتطاع فقرات معينة من كلام المتحدث وإبرازها. كذلك اتسع نطاق التجديد في كتابة جسم الحديث الصحفي؛ بحيث يقوم المحرر بعمل ما يشبه الاستراحة بين فقرات الحديث، يقوم خلالها بوصف المكان الذي التقى فيه بالمتحدث أو وصف [1] نحن لا نميل كثيرًا لمن يقولون بالتفرقة التامة بين حديث الخبر وحديث الرأي.. وذلك لاعتقادنا بأن الرأي -أي رأي- عندما يذكر لينشر في الصحافة.. يتحول إلى خبر. وعلى سبيل المثال، أجرت صحيفة "هيرالد تربيون Herald tribune" حديثًا مع أدموند ماسكي وزير الخارجية الأمريكي، ذكر في جانب منه أنه يرى أن استمرار إسرائيل في بناء المستوطنات في الضفة الغربية يعوق محاولات التوصل إلى سلام دائم في الشرق الأوسط..! هذا الرأي الذي ذكره ماسكي تحول إلى خبر احتل مركز الصدارة في العديد من الصحف والإذاعات العالمية.. فهذا القول لماسكي هو رأي وخبر في نفس الوقت.
"Herald Tribune. August 4, 1980"
اسم الکتاب : فن الكتابة الصحفية المؤلف : فاروق أبو زيد الجزء : 1 صفحة : 39