اسم الکتاب : فن السيرة المؤلف : إحسان عباس الجزء : 1 صفحة : 13
الغاية، ولكنهم لم يفعلوا بل كتبوا سيرته تحت مؤثرات أخرى، نفرد منها بالتمييز عاملين كبيرين: الأول أن سيرة الرسول جزء من السنة، فهي والحديث مصدران هامان من مصادر التشريع، ومنهما تستفاد الأحكام، ولذلك فلابد من جلائها في دقة بالغة، لكي تكون أعماله؟ إلى جانب أقواله؟ مشرعاً واضحاً لرجال الشريعة وأهل الإفتاء والقضاء. والثاني: إن المسلمين كانوا قد ورثوا نظرة الجاهلية إلى التاريخ، وهي نظرة قائمة على " الأيام " وطبيعة الحرب وشؤون القتال، ولذلك أهتم كتاب السير قبل كل شيء، بمغازي الرسول وتصوير ذلك الدور الحربي الذي أدى إلى انتصار المسلمين في النهاية، ولم يكن هذا محض تقليد لنظرة الجاهليين بل كان في مستلزمات الجماعة الإسلامية ما يؤيده ويدعو إليه ذلك لأن الفتوحات الإسلامية التي انبثقت عن انتصار الإسلام في الجزيرة، كانت في حاجة إلى سند من سنة الرسول في هذا المجال: كيف يعامل الأسرى والنساء والأطفال ويقسم الفيء، وهل يروى عن الرسول ما يوضح فنون الحصار، وهل تبيح الأعمال الحربية قطع الشجر وتخريب الزروع وقطع المؤن ليلجأ العدو إلى التسليم، وماذا فعل الرسول بالاقطاعات، وعلى أي شيء من الأحكام تحتوي كتبه التي كتبها لوفود العرب جماعات وأفراداً؟ ؟ كان المظهر الأكبر للإسلام هو الجهاد، وإذن فلا غرابة إذا رأينا " السيرة " على يد موسى بن عقبة وابن شهاب
اسم الکتاب : فن السيرة المؤلف : إحسان عباس الجزء : 1 صفحة : 13