اسم الکتاب : فصل المقال في شرح كتاب الأمثال المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 7
وقال أبو عبيد: هي الغضة [1] الرطبة، وأنشد [2] :
إنما نحن مثل خامة زرعٍ ... فمتى يأن يأت محتصده والبيت للطرماح، أخذه ابن مناذر [3] فقال:
وأرانا كالزرع يحصده الده؟ ... ر فمن بين قائمٍ وحصيد
وكأنا للموت ركب مخبو ... ن سراعاً [4] لمنهل مورود والأرزة: شجرة معروفة وهي من أصلب الخشب؛ قال أبو عبيد: وأهل العراق يسمونها الصنوبر، وإنما الصنوبر ثمر الأرز. والمجذية: الثابتة القائمة، وكل ثابت على شيء فقد جذا عليه وأجذى، قال الشاعر [5] :
إذا شئت غنتني دهاقين قريةٍ ... وصناجة تجذو على كل منسم والانجعاف: السقوط والانقلاع معروف، يقال جعفت الرجل: إذا صرعته؛ ومعنى الحديث، والله أعلم، أنه شبه المؤمن بالخامة التي تمليها الريح لأنه مرزأ في نفسه وأهله، وولده وماله، وأما الكافر فمثل الأرزة التي لا تمليها الريح، والكافر لا يرزأ شيئاً حتى يموت، وإن رزئ لم يوجد عليه [6] ، فشبه موته بانجعاف تلك حتى يلقى الله بذنوبه كملا؛ ويروى حتى يكون انخعافها مرة، بالخاء المعجمة، والانخعاف والانخفاع: الضعف من جوع أو مرض [7] . [1] س: القضبة. [2] ديوان الطرماح، القصيدة الخامسة: 110 وفيه " إنما الناس مثل نابتة الزرع متى.. البيت " وراجع أيضاً حماسة البحتري: 127. [3] ترجمة ابن مناذر في الاغاني 17: 9 - 30 والبيتان من قصيدة يرثي بها عبد المجيد الثقفي. أورد المبرد أكثر أبياتها في الكامل: 747 - 750 وانظرها في طبقات ابن المعتز: 51. [4] ص: مجيبون سراع. [5] هو نعمان بن نضلة، ولاه عمر ميسان، فقال أبياتاً يتمدح فيها بانهماكه في الشراب والسماع، فعزله عمر. والبيت في أمالي القالي 2: 10، والسمط: 745، والقصة والأبيات في البلاذري. وفي معجم ياقوت والبكري (ميسان) . [6] س: لم يؤجر عليه، وهي غير واضحة في ط؛ ولم يوجد عليه بمعنى لم يحزن عليه. [7] قال ابن الاعرابي: انخفعت النخلة: إذا انقطعت من أصلها وكذلك انخفعت (التاج: خفع) . [1] - اللآلي في شرح الأمالي، وقد نشر بعناية الأستاذ عبد العزيز الميمني. [2] - التنبيه على أوهام أبي علي في أماليه، وقد طبع ملحقاً بالأمالي. [3] - كتاب صلة المفصول في شرح أبيات الغريب المصنف لأبي عبيد [1] . [4] - فصل المقال في شرح الأمثال (أبي أمثالابي عبيد ابن سلام) وهو هذا الكتاب.
وقد بين البكري في فاتحة هذا الشرح منهجه في كتابه حين قال " أما بعد فإني تصفحت كتاب الأمثال لأبي عبيد القاسم بن سلام فرأيته قد أغفل تفسير كثير من الأمثال فجاء بها مهملة، وأعرض عن ذكر كثير من أخبارها فأوردها مرسلة، فذكرت من تلك المعاني ما أشكل، ووصلت من تلك الأخبار بأمثالها ما فصل، وبينت ما أهمل ونبهت على ما ربما أجمل، إلى أبيات كثيرة غير منسوبة نسبتها، وأمثال جمة غير مذكورة ذكرتها، وألفاظ عدة من الغريب فسرتها "؛ وحين يتأمل القارئ هذا المنهج يجد أن البكري قد اضطلع بالتفصيل إذا وجد الاختصار غير واضح، وهذا التوضيح يتناول المعاني والأخبار، كما أنه قام بنسبة الشعر الذي أورده الملف الأول دون نسبة، وأضاف إلى ما ذكره أبو عبيد أمثالاً أخرى لم ترد في كتابه، واهتم بتفسير بعض الألفاظ الغربية.
وقد أتاح له منهج ابن سلام نفسه أن يقوم بهذا القدر من العمل، وبما هو أكثر منه، إذ كان كتاب الأمثال يميل إلى شيء من الإيجاز، ولا يحتفل كثيراً بإيراد قصة المثل على طولها؛ وكان ابن سلام أيضاً قليل الاكتراث؟ فيما يبدو؟ بنسبة الشعر إلى أصحابه، أما لداعي الإيجاز والاستعجال وإما لجهله قائل البيت أو المقطوعة من الشعر. فمن أمثلة جهله أن يقول عند رواية بيت مشهور لأبي خراش الهذلي " يقول شاعر في سالف الدهر "، ومنها أيضاً قوله عندما روى البيت "
فتى كان يدنيه الغنى من صديقه ... إذا ما هو استغنى ويبعده الفقر وهذا البيت يقول بعضهم إنه لعثمان بن عفان. وعند هذا الموقف يغضب البكري فيقول معلقاً: كيف جهل أبو عبيد أن هذا البيت من شعر الأبيرد اليربوعي وهو أشهر من أن يجهله أحد فكيف يجهله أحد الجلة من العلماء بفنون العلم؟ وهكذا [1] فهرسة ابن خير: 343.
اسم الکتاب : فصل المقال في شرح كتاب الأمثال المؤلف : البكري، أبو عبيد الجزء : 1 صفحة : 7